موجات الحرّ الشديدة في يونيو أثقلت كاهل نحو 5 مليار نسمة

Jul 05, 2024

وجدت دراسة مناخية جديدة أن ما يربو على 60% من سكّان العالم (نحو 5 مليار شخص) عاشوا تحت وطأة حرارة شديدة مدفوعة بأزمة المناخ العالمية، وذلك على مدى تسعة أيام في منتصف يونيو المنصرم.

وشملت الدراسة، التي نشرتها منظمة كلايمت سنترال (Climate Central)، الفترة الزمنية الممتدة من 16 إلى 24 يونيو الماضي. وقال أندرو بيرشينغ، نائب رئيس قسم العلوم في كلايمت سنترال، إن ”موجات الحرّ كانت كارثة غير مسبوقة، حيث أن ما يزيد على قرن من حرق الفحم والنفط والغاز المُسال قد جعل من عالمنا مكانا أكثر خطورة من أيّ وقت مضى“.

وفي الهند، التي سجّلت أطول موجة حرّ على الإطلاق هذا الصيف، واجه 619 مليون شخص على أقل تقدير، أي أكثر من نصف السكّان، حرارة شديدة الوطأة، إذ اقتربت درجات الحرارة القصوى من 50 درجة مئوية، فيما سجّلت درجات الحرارة الدُنيا أثناء الليل 37 درجة مئوية.

وتسبّبت موجة الحرّ الشديدة التي قاستها البلاد بما يزيد على 40 ألف إصابة بضربة شمس وأكثر من 100 وفاة، وذلك وفقا لأرقام رسمية يُرجّح أنها لا تعكس الإصابات الحقيقية.

وكذلك كابدت الصين حرارة بلغت 50 درجة مئوية، حيث حذّرت مدينة ووهان الصينية من تقنين محتمل للتيار الكهربائي بسبب زيادة الطلب على تشغيل مكيفات الهواء.

وفي السعودية، توفي 1301 شخصا بسبب حالات صحية ناجمة عن الحرارة الشديدة خلال موسم الحجّ، إذ تجاوزت درجات الحرارة في بعض المدن 50 درجة مئوية.

كما واجهت الولايات المتحدة موجات حرّ متتالية، وسجّلت الولايات الجنوبية خلالها درجات حرارة بلغت 52 درجة مئوية.

وشهدت نيويورك -مثلا- زيادة تراوحت بين 500 و600% في زيارات المرضى إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات بسبب حالات صحية ناجمة عن الحرارة الشديدة، مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بسبب أزمة المناخ.

ولم تسلم أيضا بلاد البحر الأبيض المتوسط من القيظ القاسي، إذ ارتفعت درجات الحرارة إلى ما يزيد على 43 درجة مئوية في اليونان، ولقي 6 سياح حتفهم.

وفي مصر، أدّت درجات الحرارة التي بلغت نحو 50 درجة مئوية إلى انقطاعات يومية في التيار الكهربائي من أجل تخفيف الأحمال الزائدة المفاجئة على الشبكة.

كما امتدت الحرارة الشديدة إلى نصف الكرة الجنوبي، محطمة الأرقام القياسية في باراغواي وبيرو.

وحذّر عدد من العلماء من أن موجات الحرّ الشديدة ستصبح أكثر تواترا وشدّة، مُلحِقة الأذى بأعداد أكبر من الناس، إذا استمر استخدام الوقود الأحفوري على معدله الحالي، إذ أن الحرارة الشديدة تُمثّل أحد التأثيرات لأزمة المناخ، والتي تنتج جرّاء حرق الوقود الأحفوري واجتثاث الغابات.

وباتت موجات الحرّ الشديدة، التي كانت تحدث مرة كل 50 عاما، أكثر بنحو 5 مرات وأعلى بمقدار 1.5 درجة مئوية، وفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).

ووفقا لعلماء المناخ، فإن الخسائر في الأرواح والأضرار ستتفاقم ما لم تُسارع أنظمة الدول المتسبّبة بانبعاثات الكربون إلى الحدّ من انبعاثات الوقود الأحفوري، الذي يؤدي إلى ارتفاعات خطيرة في درجات الحرارة وغيرها من الظواهر المناخية الشديدة.

المصدر: كلايمت سنترال