منتجو زيت الزيتون يكافحون لمواجهة الاحتباس الحراري

Jul 04, 2024

يُضاعف منتجو زيت الزيتون جهودهم لتطوير الحلول في مواجهة الاحترار المناخي، الذي يُؤثّر على المحاصيل ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار، بما يشمل تحسين الريّ، واختيار أصناف جديدة، ونقل المزروعات إلى مواقع أكثر مقاومة لتداعيات تغير المناخ.

وقال خايمي ليلو، المدير التنفيذي للمجلس الدولي للزيتون، بمناسبة المؤتمر العالمي الأول لزيت الزيتون الذي عُقد في مدريد، إن ”تغير المناخ أصبح حقيقة واقعة، وعلينا أن نتكيّف معه“.

ويُواجه القطاع منذ عامين انخفاضا في الإنتاج على نطاق واسع وغير مسبوق جرّاء موجات الحرّ والجفاف الشديد في الدول المنتجة الرئيسية، مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.

وبحسب المجلس الوطني للزيتون، انخفض الإنتاج العالمي من 3.42 مليون طن في 2021 – 2022 إلى 2.57 مليون طن في 2022 – 2023، وهو انخفاض بنحو الرُبع. وبالنظر إلى البيانات التي أرسلتها الدول الأعضاء في المنظمة، البالغ عددها 37 دولة، فمن المتوقّع أن يشهد الإنتاج تراجعا جديدا في 2023 – 2024 إلى 2.41 مليون طن.

وقد أدّى هذا الوضع إلى ارتفاع كبير في الأسعار بنسبة تراوحت من 50% إلى 70%. وفي إسبانيا، التي تُوفّر نصف زيت الزيتون في العالم، تضاعفت الأسعار ثلاث مرات منذ بداية عام 2021.

وقال بيدرو باراتو، رئيس المنظمة المهنية لزيت الزيتون في إسبانيا، إن ”التوتر في الأسواق وارتفاع الأسعار يُشكّلان اختبارا دقيقا للغاية لقطاعنا“، مضيفا ”لم نشهد هذا الوضع من قبل، ويجب أن نستعد لسيناريوهات متزايدة التعقيد في مواجهة أزمة المناخ“.

وفي الوقت الراهن، فإن أكثر من 90% من إنتاج زيت الزيتون في العالم يأتي من حوض البحر الأبيض المتوسط. ومع ذلك، فإن هذه المنطقة تشهد احترارا بنسبة 20% أسرع من المعدل العالمي، وفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

ومن بين الحلول التي طُرحت في المؤتمر: البحث الجيني، فمنذ سنوات يجرى اختبار مئات الأصناف من أشجار الزيتون من أجل تحديد الأنواع الأكثر تكيّفا مع تغير المناخ استنادا إلى تاريخ إزهارها.

ويكمن الهدف من ذلك في ”تحديد أصناف تحتاج لساعات أقل من البرد في الشتاء وتكون أكثر مقاومة للضغط الناجم عن نقص المياه في أوقات رئيسية معينة من العام، مثل الربيع“، بحسب خوان بولو، المسؤول عن المسائل التكنولوجية في المجلس الدولي للزيتون.

كما يرغب القطاع في تطوير الريّ من خلال تخزين مياه الأمطار، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي أو تحلية مياه البحر، مع تحسين كفاءتها.

ويعني ذلك التخلّي عن ”الريّ السطحي“ وتعميم ”أنظمة التنقيط“ التي تنقل المياه مباشرة إلى جذور الأشجار، وتُتيح تجنّب الهدر، وفقا لكوستاس خارتزولاكيس، من معهد الزيتون اليوناني.

وللتكيّف مع الوضع المناخي الجديد، يُنظر أيضا في التخلّي عن الإنتاج في مناطق يمكن أن تصبح غير مناسبة بسبب التصحّر، وتطويره في مناطق أخرى.

وقد بدأت هذه الظاهرة بالفعل في الانتشار، ولو على نطاق محدود، مع ظهور مزارع جديدة في مناطق كانت حتى وقت قريب غريبة عن زراعة أشجار الزيتون، بحسب ليلو، قائلا إنه ”متفائل“ بالمستقبل، رغم التحديات التي يواجهها القطاع.

المصدر: أ ف ب