هل يختفي الكرز المغربي بسبب تغير المناخ؟

Jul 03, 2024

يشعر المزارعون المغاربة بالقلق من انخفاض إنتاجهم من الكرز، أو ”حَب الملوك“ كما يُحب المغاربة أن يُسمُّوه، بسبب التغيرات المناخية.

وتنتج المغرب من تلك الفاكهة ما يُناهر 13 ألفا و346 طنا سنويا، من مساحة تبلغ نحو 3029 هكتارا، وفقا لبيانات المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بالمغرب.

ولكن الكميات الموجودة حاليا في الأسواق هذا العام لا تتجاوز 20% من المعدل المعتاد، ما أدّى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، وهو ما أرجعه رئيس جمعية تجار سوق الجملة للخضار والفواكه بالدار البيضاء، عبدالرزاق الشابي، إلى تعرّضها لظروف مناخية قاسية ألحقت بها أضرارا كبيرة.

وتنتمي فاكهة الكرز إلى نوعية من الأشجار تُسمى ”الأشجار المعتدلة“، والتي تحتاج لظروف دقيقة حتى تُزهر وتُؤتي ثمارها في النهاية بشكل مناسب. فمثلا يتطلب إنماؤها درجات حرارة منخفضة خلال فصل الشتاء، إذ تحتاج الأشجار إلى مقدار معين من ”ساعات التبريد“ لضمان النمو السليم والإزهار، ويُقاس ذلك عادة بالساعات التي يقضيها النبات في درجات حرارة تتراوح بين 0 و7 درجات مئوية تقريبا. ويتبع ذلك الحاجة إلى فترة طقس دافئ (معروفة بتراكم الحرارة) في الربيع، وهي ضرورية لإنتاج الأزهار.

ولكن التغير المناخي لم يعد يسمح بذلك، إذ تُشير الدراسات إلى أن مناطق نمو الكرز في إقليم شمال إفريقيا شهدت انخفاضا كبيرا في ساعات التبريد، كما ارتفع متوسط درجة الحرارة خلال الربيع، وتسبّبت تقلّبات كلا الموسمين في تعطّل دورة الفصول التي كانت مستقرّة في السابق، وهو ما تسبّب بالإزهار غير المنتظم للنبات.

وتُشير بعض الدراسات الحديثة إلى بعض التدابير التي يُمكن اتخاذها، مثل اكتشاف مركبات عضوية جديدة وأكثر فعّالية لتحفيز فاكهة الكرز على الإزهار حتى عندما لا تحصل على ما يكفي من ساعات التبريد في الشتاء، وهذه المركبات قد تكون هرمونات نباتية، مثل الجبرلينات والسيتوكينينات، أو مستخلصات طبيعية من بعض النباتات، أو مواد عضوية.

وبالإضافة لهذه الحلول، هناك تدخلات تقليدية يعرفها بعض المزارعين للتكيّف مع تأثير التغيرات المناخية على الكرز، مثل استخدام الأقمشة لتغطية النباتات طوال الليل لحمايتها من الصقيع الربيعي، كما يساعد الريّ في هذا الاتجاه، حيث تحتفظ التربة الرطبة بالحرارة بشكل أفضل من التربة الجافة، لذلك فإن سقي النباتات في فترة ما بعد الظهر قبل الصقيع المتوقّع يُمكن أن يساعد في حمايتها.

وأخيرا، يُمكن أن تساعد أدوات مثل السخانات أو الرشاشات في رفع درجات الحرارة حول النباتات ومنع تكوين الصقيع.

المصدر: الجزيرة