تغير المناخ يُفاقم موجات الحرّ القاتلة في القارة الأميركية

Jul 02, 2024

شهدت المكسيك مؤخرا واحدة من أشدّ موجات الحرّ التي تم تسجيلها على الإطلاق، إذ تم الإبلاغ، منذ مارس الماضي، عما لا يقل عن 125 وفاة بشرية بسبب الحرارة، و2308 إصابة بضربة الشمس. وفي شبه جزيرة يوكاتان جنوب المكسيك، وصلت الحرارة إلى درجة قياسية بلغت 51.7 درجة مئوية في يونيو المنصرم.

ولم يكن الوضع مختلفا كثيرا في البلدان المجاورة، فهناك أرقام قياسية شهرية لدرجات الحرارة المرتفعة في غواتيمالا. ومن ناحية أخرى، في جنوب غرب الولايات المتحدة، ”يعيش أكثر من 34 مليون شخص في مناطق أصدرت السلطات فيها تنبيهات بخطورة الحرارة، وعانى العشرات الإجهاد الحراري في التجمعات السياسية“، وفقا لتحليل أجرته مؤسسة رصد الطقس حول العالم، والذي حذّر من أن موجات الحرّ القاتلة أصبحت أكثر تواترا وشدّة بـ35 مرة في أميركا الشمالية والوسطى بسبب تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.

وفي عام 2000، كان من المتوقّع أن تحدث مثل هذه الحرارة الشديدة في القارة الأميركية، خلال مايو ويونيو، مرة واحدة كل 60 عاما، أي أن الشخص لن يواجه هذا السيناريو إلا مرة واحدة في حياته، لكن مع الاحتباس الحراري العالمي الذي تم تسجيله، ستتكرّر درجات الحرارة هذه مرة كل 15 عاما، وهذا يعني أن الشخص سيعاني درجات حرارة عالية مميتة من خمس إلى ست مرات في حياته.

ووفقا لخبراء المناخ، فإن في ظلّ اشتداد الاحتباس الحراري العالمي تبرز أهمية حماية الفئات السكّانية الضعيفة، مثل الأطفال حديثي الولادة، ومن هم فوق سن الـ60 عاما، الذين يميلون إلى أن يكونوا أكثر عرضة لتبعات ارتفاع الحرارة، إضافة إلى الحاجة الملحّة إلى سياسات لدعم العمّال الذين يواجهون درجات حرارة عالية.

وعلى الرغم من تسجيل 125 وفاة حتى الآن في المكسيك، فمن المرجّح أن يكون هناك مزيد من الوفيات في جميع أنحاء أميركا الشمالية والوسطى، إذ تزيد الحرارة الشديدة معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والكلى، وتُهدّد استقرار الشبكة الكهربائية، ما يُؤثّر في المجتمعات والمرافق الصحية.

المصدر: وكالات