كيف تتأثر الخطابات السياسية بالاحترار؟!

Jul 02, 2024

تُشير دراسة جديدة لأكثر من 7 مليون خطاب سياسيّ إلى أن السياسيين يستخدمون لغة أبسط في الأيام ذات درجات الحرارة المرتفعة، ما يُشير إلى تأثير المناخ الدافئ على الإدراك.

وحلّلت الدراسة، التي نُشرت في مجلة آي ساينس (iScience)، نحو 7.4 مليون خطاب لأكثر من 28500 سياسيّ في ثمانية بلدان في محاولة لمعرفة ما إذا كانت درجات الحرارة القصوى قد تُؤثّر على الأداء الإدراكي، إذ من المتوقّع أن تُصبح الحرارة والبرودة الشديدة أكثر تواترا وشدّة مع تطوّر تغير المناخ، حيث ترتبط درجات الحرارة القصوى بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية.

وقد قام الباحثون بتحليل نصوص الخطابات التي أُلقيت في العواصم: لندن، فيينا، أمستردام، لينجتون، كوبنهاجن، مدريد، بون، وبرلين بألمانيا بين عامي 1950 و2019، وربط بيانات درجة الحرارة في يوم إلقاء الخطاب باللغة التي استخدمها السياسيون.

وأظهرت الدراسة أن إتقان اللغة بين السياسيين انخفض في الأيام ذات درجات الحرارة المرتفعة، إذ أدّى ارتفاع الحرارة إلى انخفاض درجة تعقيد اللغة بما يعادل “نصف شهر من تراجع التحصيل العلمي”. كما كانت الخطابات التي أُلقيت في الأيام الحارّة تحتوي على كلمات أقصر بنسبة 3.3%، على الرغم من أن طول الجمل ظلّ كما هو.

وعندما قام الباحثون بتحليل مجموعة فرعية من البيانات من ألمانيا، وجدوا أنه بالنسبة للسياسيين، الذين تزيد أعمارهم عن 57 عاما، بدأت تأثيرات الحرارة عند 24 درجة مئوية، كما يختلف تعقيد اللغة خلال الفترات الحارّة بين الرجال والنساء، مشيرين إلى أن “درجات الحرارة القصوى يمكن أن تُحدِث اضطرابات في النوم أيضا”.

وقال توبياس ويدمان، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بجامعة آرهوس في الدنمارك، والمؤلف المشارك في الدراسة، “في حين أن اللغة الأبسط يمكن أن تُعزّز فهم الجمهور ومشاركته، إلا أنها قد تُشير أيضا إلى انخفاض الأداء المعرفي بسبب الحرارة، وقد يكون لذلك عواقب سلبية على إنتاجية أعضاء البرلمان، ما يُؤثّر على عملية صنع القرار وتمثيل المواطنين وتخطيط الميزانية”.

وأوصت الدراسة بأن تتضمن الأبحاث المستقبلية مقاييس أكثر تقدما للّغة، والمزيد من البيانات الديموغرافية عن المتحدّثين، إذ أن درجات الحرارة القصوى يمكن أن يكون لها “آثار سلبية بعيدة المدى على المجتمع ككل”.

المصدر: مجلة آي ساينس