تغير المناخ فاقم موجة الحرّ في السعودية خلال موسم الحج

Jun 30, 2024

قال فريق من العلماء الأوروبيين إن تغير المناخ فاقم الموجة الحارّة التي شهدتها السعودية وتسبّبت بوفاة 1301 شخص أثناء أداء فريضة الحجّ هذا العام.

وأفاد تحليل لمنصة كليماميتر للطقس، التي تُجري تقييمات لدور تغير المناخ في ظواهر جوية معينة، بأن درجات الحرارة كان من الممكن أن تكون أقل بنحو 2.5 درجة مئوية لولا تغير المناخ الذي سبّبته الأنشطة البشرية.

واستخدم العلماء مشاهدات الأقمار الصناعية خلال العقود الأربعة الماضية لمقارنة أنماط الطقس من 1979 إلى 2023. ورغم تسجيل درجات حرارة خطيرة منذ فترة طويلة في السعودية، إلا أن تغير المناخ جعل موجات الحرّ أكثر حدّة وشدّة.

ووجد التقييم أيضا أن ارتفاعات سابقة مماثلة في درجات الحرارة حدثت في السعودية، لكن يونيو الجاري يشهد موجات قائظة أكثر حدّة.

وقال دافيدي فاراندا، عالم المناخ في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، “الحرارة المميتة خلال موسم الحجّ هذا العام مرتبطة ارتباطا مباشرا بحرق الوقود الأحفوري، وأثّرت على الحجّاج الأكثر ضعفا”.

وتسبّب تغير المناخ في جعل موجات الحرّ أشدّ سخونة وأكثر تواترا وأطول أمدا. وتُشير نتائج سابقة توصّل إليها علماء من مبادرة “وورلد ويذر أتريبيوشن” إلى أن موجات الحرّ أصبحت أكثر سخونة بما يصل إلى 1.2 درجة مئوية في المتوسط على مستوى العالم مما كانت عليه قبل عصر الصناعة.

ورغم أن وفيات الحجّ المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة ليست أمرا جديدا، لكن تغير المناخ جعل ظروف أداء المناسك أصعب وأكثر تهديدا للصحة. وخلصت دراسة، أُجريت في عام 2021، إلى أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فإن مخاطر إصابة الحجّاج بضربات شمس ستزداد خمس مرات.

يُذكر أن وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، كان قد أعلن أن عدد الوفيات في موسم الحجّ هذا العام بلغ 1301 حالة، مشيرا إلى أن 83% من الوفيات هم من الحجّاج الذين لم يحملوا تصاريح، والذين ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس بلا مأوى ولا راحة، وبينهم عدد من كبار السن ومصابي الأمراض المزمنة.

المصدر: رويترز