التغيرات المناخية تحرم الهنود من النوم

Jun 30, 2024

توصّل تقرير جديد إلى أن أزمة المناخ تتسبّب بارتفاع حادّ في درجات الحرارة أثناء ساعات الليل في مختلف أنحاء الهند، وبذلك يُسجّل عدد الليالي التي تتجاوز فيها الحرارة 25 درجة مئوية زيادة تراوح بين 50 و80 ليلة سنويا، ما يترك انعاكاسات سلبية على النوم، ويُعرّض صحة السكّان للخطر.

وصدر هذا التقرير بعد يومين فقط من تسجيل مدينة دلهي الليلة الأكثر قيظا على الإطلاق، إذ بقيت درجة الحرارة الدنيا ثابتة عند 35.2 درجة مئوية متجاوزة المعدل الطبيعي بثماني درجات مئوية.

وتشهد الهند أطول موجة حرّ على الإطلاق، إذ أودت بحياة مئات، فيما تحدثت تقارير عن إصابة 40 ألف حالة بضربة شمس، وفي مايو الماضي سجّلت العاصمة الهندية مع بقية شمال ووسط الهند حرارة بلغت 50 درجة مئوية.

وإذ تدقّ درجات الحرارة المرتفعة المميتة نواقيس الخطر، يذكر التقرير، الصادر عن مؤسسة “كلايمت سنترال” ومبادرة “كلايمت ترندز”، أن درجات حرارة الليل تصاعدت بوتيرة أكبر مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم، بسبب أزمة المناخ الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز.

وليست هذه حال الهند وحدها، إذ شهدت البشرية بالمتوسط على مستوى العالم 4.8 ليلة إضافية بين 2018 و2023 تجاوزت فيها الحرارة 20 درجة مئوية بسبب أزمة المناخ.

وقال خبراء المناخ إن درجات الحرارة المرتفعة أثناء الليل تُشكّل خطورة أكبر على الإنسان مقارنة مع درجات الحرارة المرتفعة أثناء النهار، إذ تَحول دون تبريد الجسم، ما يُفاقم خطر الإصابة بالمرض، بل وتُعزّز احتمال الوفاة بسبب ضربة الحرّ.

وإضافة إلى ذلك، فإن اضطراب النوم أو النقص فيه يزيدان الأخطار التي تُهدّد الحياة من قبيل ضعف الصحة الجسدية والعقلية والنفسية، وتراجع أداء الوظائف الإدراكية والمعرفية، بل ويُقلّصان متوسط العمر المتوقّع، لا سيما بالنسبة إلى الفئة الضعيفة صحيا والأطفال والمسنين.

ومن المعلوم أن نصف سكّان الهند يعملون في العراء تحت أشعة الشمس، في وقت تُحطّم درجات الحرارة الأرقام القياسية، ومن دون حصولهم على راحة كافية في الليل، يرتفع الخطر الذي يُهدّد حياتهم.

كما أن الافتقار إلى المساحات الخضراء والمساحات المفتوحة، في مقابل الانتشار الواسع للخرسانة التي تحبس الحرارة، يَحول دون تراجع الحرارة في المدن الهندية.

المصدر: أ ف ب