التغير المناخي… عندما يفسد ما تحت الأرض

Jun 28, 2024

تُوفّر الآلاف من أنواع العث (السوس) والذيل الربيعي (ذوات الذنب القافزة)، التي تعيش في التربة في جميع أنحاء العالم، خدمة حاسمة من خلال مضغ المواد العضوية، مثل الأوراق المتساقطة والخشب، ونقل الكربون الذي يزيد من حرارة الكوكب إلى الأرض، وإطلاق العناصر الغذائية التي تساعد النباتات الجديدة على النمو.

وتُعد أنواع العث والذيل الربيعي من اللافقاريات التي تعيش في التربة، وهي -إلى حد ما- العمود الفقري الحقيقي لدورة الكربون على الأرض. ولكن يُشير تحليل جديد، يجمع بيانات من 38 دراسة مختلفة حول الكائنات الحية، إلى أن الجفاف في بعض أجزاء العالم، والذي غالبا ما يكون بسبب تغير المناخ، يقتل هذه الكائنات بمعدلات مثيرة للقلق.

وبحسب إينا شيفر، باحثة بيئة اللافقاريات في التربة في مركز لوي لجينوميات التنوع البيولوجي الانتقالي في فرانكفورت بألمانيا، فإن “من المهم الاهتمام بهذه المخلوقات على وجه الخصوص، لأننا لا نعرف سوى القليل عنها”. وبينما تعيش بعض هذه الكائنات في أعماق التربة، يقضي بعضها الآخر معظم حياته متجولا على السطح.

ولم يتم دراسة العث وذوات الذيل الربيعي على نطاق واسع على الرغم من أهميتها، لكن العلماء يعرفون أن بعض المخلوقات ذات الأجسام الرخوة حساسة للغاية للرطوبة في بيئتها. وعندما تجف التربة، خلال أوقات الجفاف، فإن هذه الكائنات يمكن أيضا أن تجف وتذبل وتموت. وفي المتوسط، يتقلص عددها بنسبة هائلة تصل إلى 39% خلال فترات طويلة دون هطول الأمطار.

كما أن وفرة مجموعات الذيل الربيعي ترتبط على نطاق واسع بالحرارة، إذ أن كل درجة مئوية زيادة في درجة الحرارة يقابلها انخفاض في أعداد الذيل الربيعي بنسبة 10% تقريبا.

ومع ذلك، يعمل العث بشكل أفضل في الحرارة من الذيل الربيعي، وتُشير الدراسات إلى أن بعض أنواع العث أفضل من غيرها في تحمل الحرارة والجفاف، حيث تتحرك بعض اللافقاريات إلى عمق أكبر في التربة، أو تنتقل إلى أماكن أكثر رطوبة في محيطها، وتختار أنواع أخرى أنظمة غذائية جديدة، وتُعدّل من تفضيلاتها.

وتأثيرات تغير المناخ ليست هي نفسها في جميع أنحاء العالم، إذ أن زيادة درجة الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، على سبيل المثال، وانخفاض رطوبة التربة بنسبة 20%، سيكونان لهما تأثير مختلف على الصحراء الواقعة عند خطوط العرض الوسطى، أو الأراضي الخثية (أراض تتضمن نباتات ميتة غير متحلّلة تراكمت على مدار آلاف السنوات، تُمثّل 3% من اليابسة، وتُسمّى أيضا البيتموس) عند خطوط العرض العليا، أو الغابة الاستوائية.

وهناك أكثر من 12000 نوع معروف من عث الأوريباتيد، و9000 نوع من الذيل الربيعي، لكن العلماء يعتقدون أن هذه الأعداد قد تمثل 20% فقط من الأنواع العالمية، وقد يكون هذا النقص في المعلومات أكبر مشكلة تواجه اللافقاريات الموجودة في التربة.

وبالإضافة إلى العث، وهي من فصيلة العناكب، والذيل الربيعي، والتي كانت تُصنّف على أنها حشرات، ولكن لديها الآن مجموعة خاصة بها تسمى “كوليمبولا”، هناك نحو 430 مليون نوع من البكتيريا، وما يقرب من 6 ملايين نوع من الفطريات، ونحو 20000 نوع من الديدان في التراب.

بقلم: صوفيا كواليا، ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز» – الاتحاد