علماء يحذرون من تحولات مناخية جديدة في أنتركتيكا

Jun 27, 2024

خلص علماء إلى أن أنتركتيكا قد تصل إلى “نقطة تحوّل مناخية” جديدة، حيث تتجه القارة القطبية الجنوبية نحو “ذوبان غير منضبط” لصفائحها الجليدية، وفقا لدراسة جديدة.

ونقطة التحوّل المناخية هي عتبة حرجة يعيد بعدها نظام الصفائح الجليدية تنظيم نفسه بشكل مفاجئ أو بصورة لا رجعة فيها، ما يؤدي إلى سلسلة عواقب متتالية.

وتقع الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية على قاعدة صخرية، وتمتد إلى ما وراء الساحل لتطفو على البحر. ويحدث الذوبان بسبب تسرّب مياه المحيط الأكثر دفئا بين الجليد والأرض التي تقع عليها.

وقد أظهرت دراسات سابقة أن مياه البحر، التي ترتفع درجة حرارتها نتيجة للاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية، يمكن أن تتسلّل إلى منطقة الالتقاء بين الأرض والبحر، وتتقدم تحت الجليد إلى داخل الأراضي.

وتُؤكّد الدراسة، التي نُشرت في مجلة نيتشر جيوساينس، هذه الفرضية، وتقيسها من خلال نماذج بيانية، فمع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر، يتسارع تسلّل مياه البحر على مسافات تصل من 100 متر إلى عشرات الكيلومترات، ما يؤدي إلى ذوبان الجليد عن طريق تسخينه من الأسفل، بحسب مُعد الدراسة، ألكسندر برادلي، الباحث في هيئة المسح البريطانية لأنتركتيكا.

وحذّرت الدراسة من أن هذا الأمر “قد يؤدي إلى بلوغ نقطة تحوّل مناخية تدخل بعدها مياه المحيط بطريقة غير محدودة تحت الغطاء الجليدي عبر عملية ذوبان غير منضبطة”.

وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر عندما يتجاوز الذوبان المتسارع تكوين الجليد الجديد في القارة، ما يُهدّد سكّان المناطق الساحلية في جميع أنحاء العالم.

وتُسلّط نتائج الدراسة الضوء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات مناخية عاجلة لمنع بلوغ نقاط التحوّل هذه، بحسب برادلي.

وفي مايو المنصرم، حطّمت درجة حرارة محيطات الكوكب مرة أخرى، وللشهر الرابع عشر على التوالي، رقما قياسيا شهريا جديدا، إذ بلغت في المعدل 20.93 درجة مئوية، بحسب شبكة كوبرنيكوس الأوروبية.

ويُحذّر برادلي من أن “كل عُشر درجة من الاحترار يجعلنا أقرب إلى هذا النوع من التحوّلات أكثر فأكثر”.

المصدر: مجلة نيتشر جيوساينس