التغير المناخي يكشف ديناميكيات معقدة في الكائنات البحرية

Jun 25, 2024

توصّل علماء، من جامعة موناش في مدينة ملبورن في أستراليا، إلى فهم أعمق لكيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة على التفاعلات التناسلية وحدود الأنواع في الكائنات البحرية.

وفي ظلّ إعادة تشكيل النظم البيئية بسبب تغير المناخ، تُلقي دراسة جديدة من كلية العلوم بجامعة موناش الضوء على التفاعل المعقّد بين درجات الحرارة وجنس الوالدين والعوائق التناسلية لدى ديدان البحر الأنبوبية، المعروفة باسم جاليولاريا، في منطقة التنوع البيولوجي ذات الاحترار السريع في جنوب أستراليا.

وتُعد ديدان جاليولاريا الأنبوبية من الأنواع الأساسية التي تُشكّل بنية حيوية على طول السواحل الصخرية لأستراليا المعتدلة، وتتميز هذه الديدان بقدرتها على بناء مستعمرات كثيفة من الأنابيب الصخرية وشغلها، ولهذه المستعمرات دور هام في تعزيز التنوع البيولوجي الساحلي من خلال توفير الموائل والمأوى من الإجهاد الحراري لأنواع أخرى لا يمكنها النجاة دون هذه المكونات.

وأثارت نتائج هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة إيفوليوشن، اهتمام الباحثين لفهم آثار التغير المناخي على نطاقات الأنواع وتفاعلاتها، إذ يُتيح هذا التغير فرصا جديدة للتزاوج والتهجين بين الأنواع.

وأجرى فريق البحث دراسة شاملة لتقييم مختلف العوائق التي تَحول دون حدوث عملية التكاثر لدى نوعين من الجاليولاريا خلال مراحل حياتها المختلفة، وشملت الدراسة نطاقات درجات حرارة مُتباينة، بدءا من كيب أوتواي في ولاية فيكتوريا، وصولا إلى تاترا في نيو ساوث ويلز. وتُعد هذه المنطقة ذات أهمية عالمية لاحتوائها على تنوع هائل للحياة البحرية، فضلا عن معاناتها من ظاهرة الاحترار بوتيرة أسرع بكثير من معدل المتوسط العالمي.

وتُشير النتائج إلى أن الحواجز البيولوجية التي تَحول دون حدوث التكاثر بين الأنواع تكون أضعف خلال مرحلتي الإخصاب والتكوّن الجنيني، بينما تزداد قوة وتصبح أكثر حساسية لدرجات الحرارة خلال مرحلة تطوّر اليرقات.

كما تُوضّح الدراسة الاختلاف في قدرة جنسيّ الوالدين على إنتاج نسل ناجح في ظلّ ظروف درجات حرارة مختلفة. وقد يكون هذا الاختلاف ناتجا عن تفاعل معقّد بين تباين الأنواع في قدرتها على تحمل درجات حرارة مختلفة وانتقال بعض الصفات الوراثية من الأم إلى نسلها.

وقال كين مونرو، من كلية العلوم البيولوجية بجامعة موناش، والمؤلف الرئيسي للدراسة، “تُسلّط الدراسة الضوء على الدور المحوري لدرجة الحرارة في تشكيل العزل الانجابي بين أنواع الجاليولاريا”، مضيفا “يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تحوّلات في قوة الحواجز الإنجابية، ما له تداعيات مهمّة على ديناميكيات تفاعلات الأنواع والتنوع البيولوجي في المستقبل”.

ويسعى الباحثون من خلال دراسة الحواجز التي تواجهها الأنواع في مختلف مراحل حياتها وظروفها البيئية إلى اكتساب رؤى قيّمة للآليات التي تُحدّد حساسية الأنواع للتغيرات المناخية والتهجين فيما بينها.

ومع تصاعد التحديات غير المسبوقة التي تواجهها النظم البيئية البحرية جرّاء تغير المناخ، تُقدم هذه الدراسة رؤى جوهرية لفهم استراتيجيات التكيف والديناميكيات البيئية للكائنات البحرية.

المصدر: مجلة إيفوليوشن