تحذيرات وصرخات كوكب الأرض

Jun 25, 2024

ربما يكون هذا العام بداية شعور الإنسان، أينما كان على خريطة العالم، بفداحة ما ارتكبه في حق هذا الكوكب، وعقوبة تجاهل التحذيرات من العبث بمقدرات الأرض وفطرتها، مقابل ما اعتبره مكاسب بدأت في الارتداد عليه خسائر تطول البشر أولا.

ولا جديد يُقال عن التغير المناخي، ولا مُتّسع من الوقت للتنظير بشأنه، فنحن الآن على عتبات السيناريوهات الجحيمية التي حذّر منها العلماء، فاتُّهم بعضهم بالشطط والإغراق في التشاؤم، بل وضُرب بما قالوا عرض الحائط.

ويتأرجح العالم مع بداية الصيف بين أحوال مناخية مُهلكة، بعضها في مناطق ارتبطت بالكوارث الصيفية، لكن المُفزع أن مناطق جديدة وجدت نفسها فجأة في قلب الخطر، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وما يجرّه ذلك من مآس أبرزها الضحايا من البشر، وتأثّر شبكات الكهرباء الذي يُترجم إلى انقطاع للتيار يُصعّب الحياة ويجعل “تخفيف الأحمال” في بعض البقاع مرادفا للأهوال.

والصين، أحد المتهمين في ملف الاحتباس الحراري، تواجه منذ أشهر ظروفا مناخية قاسية ودرجات حرارة غير معتادة يربطها العلماء بتغير المناخ، وتتواصل في صورة أمطار غير مسبوقة تنزلق بفعلها التربة ويغادر السكّان بيوتهم بحثا عن الأمان، وفي ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة، وهو معدل حارق بالمعايير هناك.

ويتكرّر في اليونان السيناريو السنوي المتعلّق بالحرائق، وخطورتها التي تكمن في الغابات وسط رياح قوية وحرارة شديدة، بعد شتاء كان الأبرد في تاريخها.

وفي المكسيك، تجاوزت عشر مدن الأرقام المعتادة لدرجات الحرارة. كما حذّرت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية من أن الحرّ قد يصبح مميتا في مناطق شمال شرق البلاد وغربها الأوسط.

والأمر ذاته متكرّر في الجبل الأسود، وكرواتيا، وإيطاليا، والمشترك في كل الأحوال هو ارتفاع درجات الحرارة القياسية، وكأن الكوكب يُطلق تحذيرات وصرخات أعلى مما يفعل كل عام، بعد أن شهد 2023، وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ارتفاعا في درجة حرارة الأرض بنحو 1.4 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الثورة الصناعية، ما يُمثّل رقما قياسيا جديدا يكسره المناخ.

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج