ارتفاع الحرارة يتسبب في خسائر فادحة وتراجع الإنتاجية

Jun 25, 2024

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الحرارة الشديدة تُكلّف الولايات المتحدة 100 مليار دولار سنويا، في محاولة لإلقاء الضوء على التأثير الاقتصادي الكبير لارتفاع درجات الحرارة، والتي قد تتضاعف بحلول عام 2030 بسبب موجات الحرّ الناجمة عن تغير المناخ.

ولدرجات الحرارة المرتفعة تأثير ملحوظ على إنتاجية العمّال، بحسب جيل روزنتال، مديرة الصحة العامة في مركز التقدم الصحي الأميركي، التي أوضحت أنه حتى التعرّض المحدود لدرجات الحرارة المرتفعة يمكن أن يُبطّئ الوظيفة الإدراكية، ما يجعل التنقّلات غير مريحة على نحو متصاعد والعمل في الهواء الطلق أكثر خطورة.

وبين عامي 1992 و2017، أدى الإجهاد الحراري إلى مقتل أكثر من 800 عامل وإصابة أكثر من 70 ألفا في أميركا، وفقا لأرقام صادرة عن مكتب إحصاءات العمل، والتي تُشير إلى أن العمّال في الهواء الطلق في صناعات، مثل البناء والتعدين والزراعة، هم الأكثر تأثّرا بالحرارة الشديدة.

وهناك 5 ولايات أميركية فقط تفرض الراحة والظلّ والحصول على المياه للعمّال، في حين تعمل إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) على تطوير معايير جديدة لمعالجة مخاطر الحرارة، ومن المتوقع تنفيذها الصيف المقبل.

وفي المقابل، فإن دولا مثل الصين لديها لوائح صارمة تُلزم أصحاب العمل بتدريب العمّال على الأمراض المرتبطة بالحرارة، وتوفير مناطق الراحة، وتعديل ساعات العمل على أساس درجة الحرارة. وتهدف هذه التدابير إلى تخفيف تأثير الحرارة على الإنتاجية وسلامة العمّال.

وتُشير تقديرات مجلس الاحتياطي الفدرالي في سان فرانسيسكو إلى أنه بحلول عام 2200 سوف تُؤدّي خسائر العمالة الناجمة عن الحرارة إلى خفض مخزون رأس المال في الولايات المتحدة بنسبة 5.4% والاستهلاك بنسبة 1.8%.

ويُواجه العمّال ذوو الياقات البيضاء، على الرغم من أنهم أقل تأثّرا بشكل مباشر، انخفاضا في الأداء المعرفي بسبب الحرارة، كما أوضح كلايتون ألديرن، عالم الأعصاب، مشيرا إلى أن عملية تبريد الدماغ في أثناء درجات الحرارة المرتفعة تستنزف الطاقة اللازمة لوظائف حيوية أخرى معقّدة.

كما تؤدي الحرارة إلى تعطيل البنية التحتية، ما يُؤثّر على خطوط السكك الحديدية ومدارج المطارات والطرق. كما تتفاقم هذه المشكلة في المناطق التي يكون فيها تكييف الهواء أقل شيوعا، مثل أوروبا وبعض المدارس والمنازل الأميركية.

وتُعالج بعض الشركات بشكل استباقي المشكلات المتعلّقة بالحرارة، إذ يُشير منصور سومرو، من كلية إدارة الأعمال بجامعة تيسايد، إلى أن الشركات تعمل على زيادة وعي الموظفين وتعزيز تدابير مثل “محطات الترطيب” وتقييم المخاطر للموظفين الضعفاء.

وتُمثّل الحرارة الشديدة تحديّا متعدّد الأوجه، ما يُؤثّر على الإنتاجية والبنية التحتية وسلامة العمّال. ومع تسبّب تغير المناخ في حدوث موجات حارّة أكثر شدّة، ستُصبح هذه القضايا حرجة على نحو متزايد مستقبلا.

المصدر: بلومبيرغ