ارتفاع أسعار زيت الزيتون في ظلّ تفاقم أزمة المناخ

Jun 23, 2024

انفجرت أسعار زيت الزيتون في العالم كله فجأة، وأصبحت تكلفة هذا العنصر الغذائي، الذي حصل على لقب “الذهب السائل”، باهظة جدا.

ففي أيلول من العام الماضي، وصلت الأسعار إلى أعلى مستوى لها، حيث ارتفعت بنسبة 117% على أساس سنوي، بعد أن كان سعره في عام 2019 أرخص بـ7 مرات.

ووفقا للخبراء، فإن الوضع سوف يزداد سوءا، إذ تُشير التقديرات إلى أنها قد تصل إلى ضِعف القيمة المعتادة، حيث سجّلت أسعاره رقما قياسيا في إسبانيا التي تُعد مرجعا عالميا للأسعار.

وقال ميغيل غوزمان، مدير المبيعات في إحدى أكبر الشركات المنتجة لزيت الزيتون في العالم، إنهم “يواجهون واحدة من أصعب اللحظات في تاريخ القطاع”، مُرجِعا ذلك إلى “تأثيرات المناخ، وانخفاض الإنتاج، وزيادة الطلب، والتضخم، على أسعار زيت الزيتون مؤخرا”.

وأدّى عامان متتاليان من الحرارة الحارقة في إسبانيا (5 درجات مئوية زيادة عن المعتاد)، وتجاوزها حاجز الـ40 درجة مئوية في كل من إيطاليا واليونان، إلى الحدّ من محصول زيت الزيتون، وارتفاع غير مسبوق في الأسعار.

وقد حذّر خبراء البذور الزيتية من أن أشجار الزيتون معرّضة لأزمة المناخ “بشكل مفرط”، فرغم قدرتها على التكيّف مع درجات الحرارة المرتفعة وتحمّل الجفاف إلى حدّ ما، لكن التغيرات الأخيرة كانت أشدّ. وأوضح غوزمان أن الجفاف وارتفاع الحرارة خلال المراحل الحرِجة من نمو ثمار الزيتون في السنوات الأخيرة “قد أدّيا إلى نقص حادّ في المحاصيل الإسبانية”.

وتضرّرت إسبانيا، البلد المسؤول عن إنتاج ما يقرب من نصف المحصول السنوي من الزيتون في العالم، بفعل فترات الطقس الدافئة بشكل غير عادي في الشتاء، التي تُعتبر سيئة لأشجار الزيتون، ما أدّى إلى تقليص كمية وجودة محصولها بشكل كبير، وإذا لم يتغير الطقس، “فسوف تستمر أسعار إنتاجها من زيت الزيتون في الارتفاع”، وفقا لما قاله خوان فيلار، الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الاستشارات الزراعية.

كما تضرّرت الأشجار في “بوليا” التي تُعد قلب إنتاج الزيتون في إيطاليا -وهي لاعب رئيسي آخر في سوق زيت الزيتون العالمية- على مدى العقد الماضي بسبب نوع من الحشرات يسد الأوعية التي تنقل الماء من الجذور إلى الأوراق فيخنق النباتات حتى الموت، ما أدّى إلى قتل ما يُقدّر بنحو 21 مليون شجرة منذ عام 2008، وانخفاض الإنتاج بنحو 40% في العام الماضي، وارتفاع الأسعار. وتم الاستعاضة في العام الماضي بمزيد من الزيتون من اليونان وتركيا لتعويض النقص، وأصبحت أشجارها تحتاج إلى التعافي من الحصاد الوفير، وبالتالي من المتوقع أن ينخفض إنتاجهما هذا العام بنسبة تصل إلى 60%.

غير أن تركيا بقيت واحدة من الدول القليلة التي تمتّعت بمحصول جيد للزيتون، ولكنها حظرت تصدير زيت الزيتون بكميات كبيرة لإبقاء أسعاره المحلية منخفضة، وهو ما أدى إلى استقرار الأسعار، لكنه دفعها إلى الارتفاع في أماكن أخرى.

وبحسب المجلس الدولي للزيتون، تتصدّر 4 دول، هي إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال، إنتاج زيت الزيتون في العالم، تليها كل من تركيا والجزائر وتونس والمغرب. ويتوقع المجلس إنتاج ما يقل قليلا عن 2.3 مليون طن من الزيتون هذا العام، وهو ما يُعد انخفاضا كبيرا عن 3.4 مليون طن تم إنتاجها في عام 2022، وهو ما قد يعود بنسبة كبيرة إلى تغير المناخ.

كما تُشير التوقّعات إلى جفاف آخر يلوح في الأفق في إسبانيا سيجعل الإنتاج في عام 2024 أقل بمقدار الثلث عن متوسط ​​السنوات الأربع السابقة، وفقا لوزارة الزراعة الإسبانية.

ويتوقّع الاتحاد الأوروبي أن ترتفع الأسعار لموسم التصدير 2024 بشكل أكبر، وألا تنخفض أسعار زيت الزيتون البكر الممتاز في أي وقت قريب، بعد أن قفزت في إسبانيا (أكبر منتج في العالم للزيت البكر الممتاز) بأكثر من 80%.

المصدر: وكالات