موجات الحرّ… اختبار الصمود في مواجهة المناخ

Jun 21, 2024

إذا كنت في نصف الكرة الشمالي، فمن المحتمل أنك تدرك أن الجو كان حارا جدا. كما تستعد أجزاء من الولايات المتحدة لموجة حرّ قياسية، في حين تنتشر حرائق الغابات في مناطق الغرب الأميركي.

وقد شهدت اليونان أول موجة حرّ مسجّلة لهذا الموسم، ما أدى إلى انهيار عدد من السياح، ووفاة بعضهم أثناء المشي في أجزاء من الدولة المتوسطية.

وقبل بداية فصل الصيف، كانت موجات الحرّ قد ضربت مناطق متفرقة من الكوكب، من بانكوك بتايلاند إلى بارانكويلا في كولومبيا، ففي نهاية شهر مايو المنصرم، عانى أكثر من 1.5 مليار شخص -ما يقرب من خُمس سكان الكوكب- ليوم واحد على الأقل تجاوز فيه مؤشر الحرارة 39.4 درجة مئوية، وهو الحدّ الذي تعتبره خدمة الأرصاد الجوية تهديدا للحياة.

وأشار تقرير، نشره 57 عالما، إلى أن الأنشطة البشرية كانت مسؤولة عن 92% من ارتفاع درجات الحرارة في العام الماضي، والذي كان العام الأكثر سخونة على كوكب الأرض. ويتوقّع العلماء أيضا أن يتجاوز عام واحد على الأقل، خلال نصف العقد المقبل، متوسط ​​درجة الحرارة السنوي القياسي المسجّل في جميع أنحاء العالم في عام 2023.

وبحلول منتصف هذا القرن، سيتعرّض نحو 5 مليار من البشر على كوكب الأرض لشهر من الحرارة الشديدة المهدّدة للصحة. وسيصل هذا الرقم بالفعل إلى 4 مليار شخص بحلول عام 2030.

كما تُشير التوقّعات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل سيؤدي إلى فصول شتاء أكثر اعتدالا، ما سينقذ الناس في الشمال العالمي الغني، ولكن في البلدان الأكثر سخونة والأقل ثراء ستصبح حرارة الصيف أكثر خطورة. ويخشى خبراء الصحة العامة على قدرة المجتمعات التي تعيش في عصر تغير المناخ على الصمود.

ووجد أحدث مؤشر لمرونة استطلاعات المخاطر العالمية، الذي أنتجته مؤسسة “لويدز ريجستر”، زيادة عالمية في “الأشخاص الذين يقولون إنهم لا يستطيعون فعل أي شيء لحماية أنفسهم وأسرهم من تأثير كارثة مستقبلية”، وهو ما يُمثّل خسارة عالمية للقدرة على التصرف وشعور متزايد بالعجز.

ومع ذلك، فإن صنّاع القرار لا يعطون هذه القضايا القدر الكبير من التركيز والأهمية، في الوقت الذي تزداد فيه الإنذارات المناخية، إذ أن “كوكبنا يحاول أن يخبرنا بشيء ما، ولكن يبدو أننا لا نستمع”، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

بقلم: إيشان ثارور، ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن» – الاتحاد