تغير المناخ… حظر العمل تحت أشعة الشمس!

Jun 21, 2024

كنت قد قرأت عددا من المنشورات خلال الأيام الماضية لعدد من الفلكيين يخبروننا أن ما نمرّ به من درجات حرارة عالية لا تُحتمل ما هو إلا مُقدمات لفصل الصيف الذي لم يحل فلكيا حتى اليوم، وأننا نعيش أياما حارّة من فصل الربيع حتى يدخل علينا الصيف في 21 يونيو الجاري!

لا أظن أن أحدنا يُصدّق أن ما نعيشه من حرّ شديد ورطوبة عالية هي من أيام فصل الربيع الذي درسنا في المدرسة أنه ربيع على القلب والجسم ونفحاته لطيفة، ولكننا اليوم نعيش جوا ربما تسقط فيه مغشيا عليك لو أطلت البقاء تحت أشعة الشمس، إذ ستكون عرضة لضربة شمس أو جفاف في الجسم، بل حتى أجهزة التكييف في السيارات لا تستطيع مجاراة هذا الحرّ، فالمركبات تحتاج إلى وقت طويل لتبرد، خاصة إن كانت واقفة في العراء دون مظلّة تحميها من أشعة الشمس، التي تجعلها كغرفة “ساونا”.

وخلال هذا الجو الحارّ الذي يستمر حتى نهايات سبتمبر، ويكون بذروته في يوليو وأغسطس، فإننا نعيش يونيو لا يقل حرارة عن تلك الشهور، وهذه التغيرات المناخية التي طرأت على العالم أجمع تُؤكّد أن هناك تغيرات شديدة في درجات الحرارة، إذ أظهرت النتائج، التي نشرتها “فايتل ساينز” المعنية بعمالة المهاجرين، أن ارتفاع درجات الحرارة 3 درجات مئوية سيجعل دول الخليج العربي تشهد 180 يوما في السنة تزيد فيها درجات الحرارة عن 40 مئوية بحلول نهاية القرن.

وبكلمات مليئة بالرطوبة والحرّ الشديد، لا أستطيع التعبير عن شعور العامل الذي توقّفت سيارتي بجانبه على أحد الطرق وهو يُمسك بقارورة ماء يشرب منها ويغسل وجهه بها، وقميصه أصبح شفافا من شدّة العرق والحرّ، فتبادر إلى ذهني سؤال منطقي وهو لماذا لا يتم تطبيق قرار حظر العمل خلال وقت الذروة ليكون من شهر يونيو وليس يوليو، فهذا الشهر لا يقل حرارة عما سيليه من الأشهر.

إن الجو الحارّ والرطوبة العالية التي نشهدها في يونيو تدعونا لإعادة النظر في قرارات حظر العمل في وقت الذروة، فالظروف القاسية التي تعاني منها العمالة تجعل من الضروري اتخاذ تدابير عاجلة لحمايتهم، ولا ينبغي الانتظار حتى يوليو لتطبيق هذه الإجراءات، فالتحديات التي نواجهها اليوم تتطلب منا التكيّف بسرعة والاستجابة بحساسية لاحتياجات العمّال.

إن إعادة النظر في توقيتات حظر العمل ستكون خطوة نحو حماية العامل، وتعبير عن تقديرنا لجهودهم، فدعونا نتخذ هذه الخطوة الإنسانية ونُظهر تضامننا مع أولئك الذين يعملون في أصعب الظروف، وتحت أشعة الشمس الحارقة.

بقلم: محمد لوري – جريدة الوطن