تأثير موجات الحرّ وتغير المناخ على الأردن

Jun 19, 2024

تتعرّض الأردن إلى تأثيرات متزايدة نتيجة للتغيرات المناخية، ومن بين هذه التأثيرات البارزة موجات الحرّ التي تُؤثّر بشكل كبير على البيئة والحياة اليومية للسكّان.

وتُعد موجات الحرّ من أبرز المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ، فالارتفاع الحادّ في درجات الحرارة يمكن أن يزيد من حالات الإصابة بالجلطات والإغماء وحروق الشمس، بالإضافة إلى زيادة حالات الإصابة بالأمراض المعدية نتيجة لانتشار الحشرات المرتبطة بالحرارة.

كما تُعتبر الموجات الحرارية المتزايدة تهديدا للتنوع البيولوجي والموائل الطبيعية في الأردن، إذ يمكن أن تُؤثّر على النباتات والحيوانات المتكيّفة مع الظروف المناخية المعتدلة، إضافة إلى تدهور الأراضي الزراعية وتقليل إنتاجية المحاصيل.

ومع ارتفاع درجات الحرارة يزيد معدل التبخر في الأردن، ما يزيد من الطلب على المياه للريّ الزراعي والاستخدامات الشخصية. وبالنظر إلى أن الأردن يعاني من نقص في الموارد المائية، فإن زيادة الشحّ المائي يمكن أن تُؤثّر سلبا على القدرة لتلبية احتياجات السكّان والزراعة.

كما تزيد موجات الحرّ من الطلب على الكهرباء لأغراض التبريد والتكييف، ما يجعل استهلاك الطاقة يزداد بشكل كبير خلال الصيف، ويؤدي إلى زيادة الطلب على الوقود لتشغيل مولّدات الكهرباء ووسائل التنقل.

وتُؤثّر موجات الحرّ كذلك على الحالة النفسية للسكّان، إذ تزيد من الشعور بالتعب والاكتئاب خلال فترات الحرّ الشديد، مع ما لذلك من تأثير سلبي على القطاعات الاقتصادية، مثل الزراعة والصناعة.

وهناك عدة حلول مقترحة للتعامل مع مثل هذه الظروف، بدء من تعزيز التوعية بأهمية التكيّف مع موجات الحرّ، وتبني السلوكيات الصحية خلال فترات الحرّ الشديد، وتطوير استراتيجيات لإدارة المياه بشكل فعّال للحدّ من الشحّ المائي وتعزيز الاستدامة، وتعزيز الاستخدامات البديلة للطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية للتكيّف مع درجات الحرارة المتزايدة، مثل توفير أماكن تبريد عامة، وتحسين نُظُم التبريد في المنازل والمباني العامة.

بقلم: محمد الفرجات – صراحة نيوز