الحرارة الشديدة في مصر هذا الصيف نذير شؤم للاقتصادات العالمية

Jun 14, 2024

تعيش مصر هذه الأيام، مثل كثير غيرها من دول العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، صيفا قائظا يُنذر بتغير المناخ في هذا البلد الصحراوي، إذ شهد كوكب الأرض ارتفاعا في درجات الحرارة على مدى 12 شهرا متتاليا حطّمت كل الأرقام القياسية، في وقت يُمثّل فيه الاحتباس الحراري مشكلة حادة بشكل خاص لمصر.

ويشعر الخبراء في الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية بالقلق من أن يكون هذا الصيف أكثر قسوة من العام الماضي، ما سيؤثر بشدّة على السلع والزراعة، ويُحدث أضرارا جسيمة في الحياة اليومية.

ومع هذا الارتفاع الحادّ في درجات الحرارة، اضطرت الحكومة المصرية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بنِسب هي الأعلى منذ عام 2018، لتوفير الطاقة الكافية لتشغيل مكيفات الهواء.

ويُحذّر الخبراء من أن تأثير التغير المناخي على مصر يُعد مؤشرا لما ينتظر الاقتصادات في جميع أنحاء العالم خلال هذا الصيف وفي المستقبل، على غرار ما حدث مؤخرا في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عانت من تداعيات الطقس القاسي بعد أن تسبّبت الأمطار الغزيرة في غرق المنازل والطرقات لعدة أيام.

ويعزو الخبراء معاناة مصر خصوصا إلى تركيبتها الجغرافية كونها بلدا صحراويا محدود الموارد المائية، ما يجعل درجات الحرارة فيها ضعف معدلاتها في بقية أنحاء العالم، الأمر الذي يسلّط الضوء على أهمية التوقّع الدقيق بالظواهر الجوية المتطرفة واللازم لرسم السياسات وإدارة الأعمال.

كما يضرب الجفاف وموجات الحرّ العديد من دول العالم، مثل المغرب والمكسيك وولاية كاليفورنيا الأميركية وتايلند، إلى جانب حرائق الغابات في اليونان وإسبانيا وريفيرا الفرنسية في القارة الأوروبية.

غير أن الصيف القائظ الذي تتعرّض له مصر مع ما يُسبّبه من انقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي، يزيد بدوره من الضغط على السكّان الذين يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات التضخم، وانخفاض قيمة العملة، وارتفاع أسعار الوقود المحلية.

ويخشى مسؤولو المناخ تضرّر بعض المحاصيل هذا العام في مصر، حيث تعرّض محصول البرتقال للتّلف، ولم يتمكن المزارعون من تصدير الكثير منه.

كما تُشير التقديرات إلى أن محصول المانجو قد تراجع بمعدلات تتراوح ما بين 14.6% و50.5% العام الماضي، في حين انخفض محصول الذرة في جنوبي مصر بنسبة 30% – 40%، وفقا لهيئة الأرصاد الجوية.

المصدر: بلومبيرغ