ارتفاع انبعاثات غاز أكسيد النيتروز بنحو 40%

Jun 13, 2024

أفاد تقرير، صادر عن منظمة الأمم المتحدة للبيئة، بأن انبعاثات أكسيد النيتروز، التي تُعد أقوى من ثاني أكسيد الكربون، ارتفعت لمستويات قياسية في الفترة بين 1980 و2020.

وأكسيد النيتروز هو أحد الغازات الدفيئة القوية التي تُسبّب الاحتباس الحراري العالمي بنحو 298 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون، ما يجعله مساهما كبيرا في تغير المناخ.

وتشمل المصادر الأولية لانبعاثات أكسيد النيتروز الأنشطة الزراعية، وخاصة استخدام الأسمدة الاصطناعية وإدارة السماد الطبيعي، والعمليات الصناعية، وحرق الوقود الأحفوري، في حين تشمل المصادر الطبيعية العمليات الميكروبية في التربة والمحيطات.

وبمجرد إطلاقه، يمكن لأكسيد النيتروز البقاء في الغلاف الجوي لمدة 114 عاما تقريبا، ما يُساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري واستنفاد طبقة الأوزون، التي تحمي الحياة على الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارّة.

وعلى الرغم من أن أكسيد النيتروز موجود بتركيزات أقل من ثاني أكسيد الكربون، إلا أن قدرته العالية على الاحتباس الحراري تعني أن له تأثير كبير على تغير المناخ.

ووفقا للتقرير، فإن الإنتاج الزراعي مسؤول عن 74% من انبعاثات أكسيد النيتروز التي يتسبّب فيها الإنسان في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأفاد الفريق الدولي من الباحثين، الذي أعدّ التقرير، بأنه في عصر يجب أن تنخفض فيه انبعاثات الغازات الدفيئة للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري، تدفّق أكسيد النيتروز في عامي 2020 و2021 إلى الغلاف الجوي بمعدل أسرع من أي وقت آخر في التاريخ.

وعلى الأرض، يُساهم أكسيد النيتروز في تلوّث التربة والمياه والهواء. وفي الغلاف الجوي، يستنزف طبقة الأوزون، ويؤدي إلى تفاقم تغير المناخ.

وقال هانكين تيان، أستاذ الاستدامة العالمية في معهد شيلر بجامعة بوسطن الأميركية، والمؤلف الرئيسي للتقرير، “يجب أن تنخفض انبعاثات أكسيد النيتروز الناتجة عن الأنشطة البشرية للحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية وفق اتفاقية باريس”.

وأضاف تيان أن تركيز أكسيد النيتروز في الغلاف الجوي وصل إلى 336 جزءا في المليار في عام 2022، بزيادة قدرها 25% عن مستويات ما قبل عصر الصناعة، والتي تتجاوز بكثير التوقعات التي وضعتها سابقا الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

ووجد الباحثون أن الدول العشر الأولى المنتجة لانبعاثات أكسيد النيتروز هي: الصين، والهند، والولايات المتحدة، والبرازيل، وروسيا، وباكستان، وأستراليا، وإندونيسيا، وتركيا، وكندا.

ووفقا للتقرير، فقد شهدت بعض البلدان نجاحا في تنفيذ السياسات والممارسات الرامية إلى الحدّ من انبعاثات أكسيد النيتروز، إذ تباطأت الانبعاثات في الصين منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما حدث في أوروبا خلال العقود القليلة الماضية.

وفي الولايات المتحدة، تستمر الانبعاثات الزراعية في الارتفاع، في حين انخفضت الانبعاثات الصناعية بشكل طفيف، ما يترك إجمالي الانبعاثات ثابتا إلى حدّ ما.

وبحسب تيان، فإن هناك حاجة لإجراء تقييمات أكثر تواترا حتى تتمكن جهود التخفيف من استهداف المناطق والأنشطة ذات الانبعاثات العالية.

المصدر: أ ف ب