الصراعات والتغير المناخي يفاقمان أزمة الفقر الغذائي

Jun 08, 2024

يؤدي تزايد الصراعات والكوارث المناخية إلى تفاقم الأزمات الغذائية في العالم، فيما أظهر تقرير صادر عن “اليونيسف” أن أكثر من ربع الأطفال في العالم يواجهون جوعا شديدا، ما يعني أن واحدا من كل أربعة أطفال يعاني من المجاعة.

وقالت وكالة تنمية الطفل التابعة للأمم المتحدة، في أكبر دراسة لها على الإطلاق حول هذه القضية، إن 27% من الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم يعانون من فقر غذائي حادّ.

ويعيش أكثر من ثلث الأطفال المتضرّرين البالغ عددهم 181 مليون طفل في جنوب آسيا، حيث يقع اثنان من كل خمسة أطفال رُضّع تحت خط الفقر الغذائي، والذي تُحدّده اليونيسف بأنه الاستهلاك اليومي لمجموعتين فقط من المجموعات الغذائية الثمانية، مع تضرّر بلدان مثل أفغانستان والهند بشكل خاص.

وتفاقمت المشكلة بسبب تزايد الصراعات والصدمات المناخية والأزمات الاقتصادية، ما زاد من صعوبة عثور الأُسَر على الطعام وتحمّل تكاليفه، وفقا لما ذكرته هارييت تورليس، المؤلفة الرئيسية للتقرير واختصاصية التغذية في اليونيسف.

وقالت الوكالة إن هناك حاجة أيضا إلى اتخاذ إجراءات لمكافحة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانتشار الأطعمة غير الصحية، واستراتيجيات تسويق الأغذية الضارّة، وممارسات تغذية الأطفال السيئة.

وأضافت “نتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات إذا لم يتم القيام بأي شيء، إذ يجب رفع مستوى الفقر الغذائي لدى الأطفال باعتباره أولوية تنموية وإنسانية”.

ووفقا لتقرير آخر حديث صادر عن شبكة معلومات الأمن الغذائي، فإن الحروب هي السبب الرئيس للفقر الغذائي، إذ واجه ما يقرب من 135 مليون شخص في 20 دولة انعدام الأمن الغذائي الحادّ في عام 2023 نتيجة الصراعات، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 82% عن عدد المتضرّرين في عام 2018 والذي بلغ 74 مليون شخص.

وفي غزة، ساهم العدوان الإسرائيلي في زيادة كبيرة في معدلات الجوع بين الأطفال، إذ تُشير التقديرات إلى أن 88% من الأطفال يعيشون الآن في فقر غذائي حادّ، وهو أحد أعلى المعدلات المسجّلة على الإطلاق في الأراضي الفلسطينية، مقارنة بـ13% في عام 2020.

وكانت بعض أعلى معدلات الفقر الغذائي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إذ من المتوقع أن تظلّ معدلات التقزّم، وهو شكل حادّ من سوء التغذية، في بعض البلدان الغربية والوسطى في القارة أكثر من ضعف الهدف المتفق عليه في عام 2030.

وقد تفاقم انعدام الأمن الغذائي في هذه المناطق بسبب ارتفاع حالات الجفاف والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ، مع محو مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة.

المصدر: فايننشال تايمز