التعليم الأخضر ضرورة مستقبلية

Jun 07, 2024

يُصادف الأربعاء، الخامس من يونيو، يوم البيئة العالمي تحت شعار “أرضنا مستقبلنا”، ليذكّرنا بأننا الجيل القادر على الحفاظ على البيئة، في إشارة واضحة إلى دور الأجيال القادمة للحفاظ على الكوكب، وأهمية دور التعليم في إعداد هذه الأجيال لاتخاذ القرارات الصائبة في العمل البيئي.

ففي دراسة لليونسكو عن دمج المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية، والتي شملت 100 منهج وطني من عدة دول، فإن نصف هذه المناهج فقط تطرّق إلى موضوعات متعلقة بالبيئة وتغير المناخ. وكذلك أجرت اليونسكو استطلاعا لمعلمي المرحلتين الابتدائية والثانوية، حيث رأى 95% من المعلمين ممن شملهم الاستطلاع أن تدريس تغير المناخ مهم للغاية، مع استعداد أقل من 30% من المعلمين لتدريسه.

وتُعد هذه فجوة كبيرة من حيث جاهزية المعلمين وقدرتهم العملية على المساهمة في دعم المتعلمين للتعرّف والتعامل مع القضايا البيئية، ما يُبرز أهمية أن تقوم المؤسسات التعليمية بمراجعة آليات دعم المعلمين وتدريبهم حول قضايا البيئة والمناخ، في ظلّ الحاجة إلى قرارات تعليمية تدعم القضايا البيئية للوصول إلى نهج مدرسي متكامل.

ولذلك، فقد انبثقت عن قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم، في سبتمبر 2022، مبادرة التعليم الأخضر التي تم إطلاقها رسميا في نيويورك، وهي مبادرة عالمية تُشرف عليها اليونسكو بهدف النهوض بإجراءات أكثر قوة وتنسيقا وشمولية لدعم البلدان وتسريع التثقيف ونشر الوعي بشأن العمل البيئي المدرسي والتغير المناخي.

وفي السياق نفسه، تم انعقاد مشاورات عربية إقليمية حول مسودّة وثيقة اليونسكو الخاصة بالمناهج الخضراء، والتي عُقدت في بيروت في أكتوبر 2023، وكذلك انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في نوفمبر 2023 في دبي، حيث نظّمت اليونسكو سلسلة من الاجتماعات التشاورية الإقليمية حول التحوّل للمدارس الخضراء وإعداد معيار الجودة الخاص باليونسكو بشأن المدارس الخضراء.

وتُظهر كل هذه الجهود الدور الحيوي للتعليم في رفع التوعية بقضايا البيئة والمناخ، ومواصلة العمل على تفعيل التعليم المناخي، ومراجعة الأدوار القيادية التعليمية نحو العمل البيئي، الأمر الذي يفرض توفير نوعية تعليم مبتكرة على جميع المستويات التعليمية لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

بقلم: ماجد السلمي – جريدة الوطن