بعض الأنواع قد تكون قادرة على التكيّف مع الاحترار المناخي

May 30, 2024

توصّلت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة نيتشر إكولوجي أند إفولوشن، إلى أن بعض الأنواع قد تكون قادرة على التكيّف مع الظروف المناخية غير المعروفة حاليا على الأرض، وهي ظاهرة من شأنها أن تحدّ من الخسارة الهائلة في التنوع البيولوجي بسبب ظاهرة الاحترار المناخي.

ودرس الباحثون، من المعهد الفرنسي للبحوث من أجل استكشاف البحار (إيفريمير) وجامعة لوزان في سويسرا، نسبة الأنواع التي تعيش في ظروف قريبة من نطاق درجات الحرارة المقبول حاليا على الأرض، أي 70 درجة مئوية تحت الصفر في القارة القطبية الجنوبية و48 درجة مئوية عند خط الاستواء.

وأوضح ماتيو شوفالييه، الباحث في علم البيئة البحرية لدى معهد إيفريمير، أن هذا النطاق لم يكن دائما ضمن هذه الحدود، إذ “قبل 130 ألف سنة، كانت الأرض أكثر دفئا بمقدار ثلاث إلى أربع درجات”، مضيفا “ما تُؤكّده الدراسات البيئية القديمة هو أن عددا كبيرا من الأنواع ربما يكون قادرا على العيش ضمن درجات حرارة أعلى من النطاق المُحدّد حاليا، كما يُحتَمَل وجود أنواع مُتكيّفة أصلا مع درجات حرارة أعلى”.

ومن خلال تحليل المكامن البيئية لنحو 25 ألف نوع بري وبحري (حيوانات ونباتات)، وجد الباحثون أن 49% من هذه الأنواع تعيش في بيئات قريبة من النطاق الحالي لدرجات الحرارة، ويتمتع عدد كبير من هذه الأنواع بمكمن بيئي يُحتمل أنه يستفيد من ظاهرة الاحترار المناخي، شرط أن تكون متكيّفة أصلا بشكل جيّد مع درجات حرارة مرتفعة.

وقال أنطوان غيزان، الأستاذ في جامعة لوزان، “ثمّة أنواع تُحافظ على تكيّفها المسبق مع ظروف مناخية معينة، وقد يستمر هذا التكيّف لآلاف أو حتى لملايين السنين. وإذا تطوّر الموئل نحو مناخ قد شهده هذا النوع في السابق، فسيمنحه التكيّف المسبق قدرة على تحمّل الظروف المناخية الجديدة. وبفضل هذا التكيّف المسبق، تكون خسارة التنوع البيولوجي، بسبب الاحترار المناخي، أقلّ من المتوقّع لدى الأنواع الاستوائية، التي يُحتَمَل أن يكون مكمنها البيئي أوسع من النطاق المناخي الحالي”.

وفي المناطق الاستوائية، تتوقّع النماذج الإحصائية التقليدية انقراضا كبيرا للتنوع البيولوجي، قد يصل إلى 54% من الأنواع البرية بحلول 2041 – 2060. ووفقا لشوفالييه، فإن “النموذج الذي وضعناه يحدّ من هذا التوقّع عبر انخفاض قدره 39% في التنوع البيولوجي”.

كما أكّد معدّو الدراسة أن هذه الأرقام التقديرية عن التهديد الذي يواجهه التنوع البيولوجي “مثيرة للقلق”، ولا تأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى لانقراض الأنواع، مثل فقدان الموائل، والتلوّث، والاستغلال المفرط، والغزوات البيولوجية.

المصدر: مجلة نيتشر إكولوجي أند إفولوشن