إطلاق قمر اصطناعي لاستكشاف تأثير السّحب على المناخ

May 27, 2024

ينطلق القمر الاصطناعي “إيرث كير”، غدا الثلاثاء، من قاعدة فاندرنبرغ في ولاية كاليفورنيا الأميركية بصاروخ فالكون 9، التابع لشركة سبايس إكس، وذلك لتحديد الدور الذي يمكن أن تؤديه السّحب في مكافحة تغير المناخ.

وسيدور القمر الاصطناعي، الذي يبلغ وزنه طنين، على ارتفاع نحو 400 كيلومتر فوق الأرض لمدة ثلاث سنوات، ما من شأنه إعطاء صورة كاملة عن السّحب، في مهمة كانت نتيجة تعاون بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء اليابانية جاكسا.

وقال دومينيك جييرون، رئيس قسم مشاريع مراقبة الأرض في وكالة الفضاء الأوروبية، “تُعد السّحب من العناصر الرئيسية المساهِمة في طريقة تغير المناخ، ومن أقلّها فهما”.

والسّحب هي ظاهرة متنوعة ومعقدة، ويعتمد تركيبها على مكان وجودها في طبقة التروبوسفير، وهي الطبقة الأدنى من الغلاف الجوي للأرض، بحسب جييرون.

وتبدأ طبقة التروبوسفير على ارتفاع نحو ثمانية كيلومترات فوق المناطق القطبية، لكن قرب خط الاستواء، تبدأ على ارتفاع نحو 18 كيلومترا، ما يعني أن السّحب تُؤثّر على المناخ بشكل مختلف بحسب ارتفاعها وموقعها على خطوط العرض.

وعلى سبيل المثال، تكون السّحب الركامية البيضاء الفاتحة، والتي تتكوّن من قطرات ماء، منخفضة جدا وتعمل مثل مظلّة، ما يُعيد عكس إشعاع الشمس إلى الفضاء ويُبرّد الغلاف الجوي.

أما السّحب الرقيقة المكوّنة من بلورات جليد فتسمح للإشعاع الشمسي بالمرور عبرها وتحبس الحرارة، ما يتسبّب في رفع درجة حرارة الكوكب.

وقالت سيمونيتا تشيلي، رئيسة برامج مراقبة الأرض التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، إن فهم طبيعة السّحب أصبح أمرا مهما للغاية، وسيصبح “إيرث كير” أول قمر اصطناعي لقياس التوزيع الرأسي والأفقي للسّحب.

كما ستُركّز أداتان من أدوات القمر الاصطناعي على السّحب لاستكشاف أعماقها، وستستخدم أداة الليزر النبضي “ليدار” لقياس السّحب والهباء الجوي، وهي جزيئات صغيرة في الغلاف الجوي مثل الغبار وحبوب اللقاح، أو الملوّثات المنبعثة من البشر مثل الدخان أو الرماد.

وسيخترق رادار القمر الاصطناعي السّحب لقياس كمية المياه التي تحتويها، كما سيتتبّع سرعة تحرك السّحب عبر الغلاف الجوي، على غرار الطريقة التي تساعد بها الرادارات الشرطة في رصد السيارات المسرعة.

كما ستقيس الأجهزة الأخرى للقمر الاصطناعي شكل السّحب ودرجة حرارتها، وستساهم كل هذه البيانات في إنشاء أول صورة كاملة عن السّحب من منظور قمر اصطناعي.

وينتظر المجتمع العلمي هذه المعلومات بفارغ الصبر حتى يتمكن من تحديث النماذج المناخية التي تُقدّر مدى سرعة احترار الكوكب، وفقا لوكالة الفضاء الأوروبية، إذ أن كمية الإشعاع الشمسي التي تخترق السّحب قد تكون حاسمة لفهم ظاهرة احترار المناخ الناجمة عن النشاط البشري والتخفيف من تأثيرها.

المصدر: أ ف ب