تُوفي شخص واحد وأُصيب العديد من ركاب طائرة كانت متوجهة من لندن إلى سنغافورة بسبب مطبّات هوائية شديدة.

وتعرّضت الطائرة لنزول مفاجئ، قذف بالمسافرين وأمتعتهم نحو مقصورة الطائرة، وهبطت الطائرة اضطراريا في مطار بانكوك في تايلندا.

فما هي المطبّات الهوائية، وما سببها؟

يعرف المتعوّدون على السفر جوا ما يحدث للطائرة عندما تدخل منطقة مطبّات هوائية، إذ يمكنها أن تهزّ الطائرة وتحوّلها عن اتجاهها، وتتسبّب في تغيير ارتفاعها.

ويقع أغلب المطبّات الهوائية في السّحب عندما تكون حركة الرياح غير منتظمة، بحسب خبير الأحوال الجوية، سايمون كينغ، وهو ضابط سابق في القوات الجوية البريطانية.

وتكون هذه المطبّات في أغلب الأحيان خفيفة، لكن عندما تقع في السّحب الكبيرة، مثل السحب الركامية أو السحب الرعدية، فإن حركة الهواء غير المنتظمة قد تسبّب مطبّات متوسطة أو حادّة.

وهناك نوع آخر من المطبّات تُسمى “المطبّات الصافية”، وهي مطبّات تحدث من غير سحب، وتسبّب إشكالا جرّاء صعوبة رصدها.

وقال الطيّار والباحث في الطيران، غي غريتون، إن هذا النوع من المطبّات يحدث في التيار النفّاث، وهو تدفق سريع للهواء على ارتفاع 40 ألف إلى 60 ألف قدم.

وأضاف غريتون أن الفارق بين سرعة الهواء في التيار النفّاث والهواء حوله قد يصل 100 ميل في الساعة، والاحتكاك بين الهواء السريع والهواء البطيء هو الذي يُسبّب المطبّات، وهذه مشكلة موجودة ويصعب تجنّبها.

تصميم الطائرات يسمح لها بتحمّل ما تسبّبه المطبّات لها، كما أنه من المستبعد أن تتسبّب المطبّات في تدمير طائرة في الجو، لكنها لا تساعدها على الطيران، لذا يحاول الطيّارون تجنّبها، والتقليل من السرعة وربط الأحزمة، بحسب غريتون.

ويقول خبراء أن المطبّات قد تتسبّب في أسوأ الحالات في أضرارا هيكلية للطائرة، نظرا لقوة الرياح.

ويمكن أن تكون المطبّات الحادّة خطيرة على المسافرين جوا، لأن الحركة العنيفة قد تقذف بكل من لم يربط الحزام باتجاه المقصورة، لكن خبراء الملاحة الجوية يقولون إن الإصابات وحالات الوفاة نادرة في المطبّات الجوية.

وسجلت الهيئة الأمريكية للسلامة في الملاحة الجوية 163 إصابة في مطبّات شديدة على الطائرات الأمريكية من 2009 إلى 2022، بمعدل 12 إصابة في السنة.

يحصل الطيّارون على معلومات ملاحية خاصة قبل الرحلة تتضمن بيانات عن أحوال الطقس، ويدرسون هذه المعلومات لتحديد طريق الرحلة، وعليه فإنه سيكون بإمكانهم تجنّب العواصف الرعدية، لكن المطبّات الصافية يصعب تجنّبها.

وقال غريتون إن الطائرات التي تسبقهم في الطريق تعطيهم معلومات أيضا عن المطبّات، ويحاول الطيّارون تجنّب هذه المناطق، أو التقليل من السرعة بهدف تخفيف الصدمة، كما تتلقى طواقم الطائرات أيضا تدريبات على كيفية التعامل مع المطبّات.

يُنصح المسافرون بربط الأحزمة وعدم إخراج الأشياء الثقيلة، إذ أن المطبّات قد تأتي على حين غرّة. لذا، فإن الطيّارين ينصحون المسافرين بربط الأحزمة طوال الرحلة.

يعتقد بعض الباحثين أن التغير المناخي جعل حوادث المطبّات أكثر تكرارا، إذ كشف باحثون في جامعة ريدينغ البريطانية العام الماضي أن عدد المطبّات الشديدة تزايد بنسبة 55% من 1979 إلى 2020، على طريق معين شمال المحيط الأطلسي.

ويُفسّر الباحثون هذا التزايد بالتغيّر في سرعة الرياح في الارتفاعات الكبيرة بسبب الهواء الساخن الناجم عن انبعاث ثاني أكسيد الكربون.

ويرى غريتون أن تزايد حوادث المطبّات ثابت، وسببه الآخر هو تزايد عدد الرحلات الجوية.

ويعود السبب في هذا إلى أن السماء أصبحت مزدحمة، فالطيّارون يجدون صعوبة في تجنّب المطبّات والحفاظ على مسافة الأمان مع الطائرات الأخرى في الجو.