العاصفة الشمسية تبتعد ومخاطر الاحترار تعود إلى الواجهة

May 24, 2024

ابتعدت أقوى عاصفة جيومغناطيسية عن كوكب الأرض وتحركت صوب المريخ بعدما أضاءت أنحاء عدة من العالم بألوان الشفق القطبي المبهرة، لكن مخاطر مثل هذه الحوادث على كوكبنا عادت إلى الواجهة.

وقال مايك بيتوي، من المركز الأميركي للطقس الفضائي، “نُركّز على التأثيرات الضارة المحتملة للعواصف الشمسية، مثل تعطيل شبكات الكهرباء والأقمار الصناعية أو تعرّض رواد الفضاء لمستويات خطيرة من الإشعاع، كما أن ثمّة مخاوف من مساهمتها في رفع درجة حرارة الأرض وتفاقم مشكلة تغير المناخ”.

وأضاف بيتوي أن معظم بلدان العالم أدخلت تحسينات على شبكات الكهرباء فيها، ما يحول دون انقطاع التيار لفترات طويلة مثلما حدث في السويد عام 2003 وكندا عام 1989.

ويكون رواد الفضاء على وجه الخصوص عرضة لمخاطر الإشعاع خلال فترات النشاط الشمسي، فرواد الفضاء الموجودون على متن محطة الفضاء الدولية يلجؤون إلى أكبر قدر ممكن من الحماية عندما تهب عاصفة قوية.

وأوضح بيتوي أن الإشعاع الناجم عن العواصف الشمسية القوية يُمكن أن ينفذ إلى بدن الطائرات التي تحلّق قرب القطب الشمالي، لذا تضطر بعض خطوط الطيران إلى تغيير مساراتها أحيانا في وقت العواصف الشمسية القوية.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظروف الطقس القاسية والأحداث المرتبطة بالمناخ والمياه تسبّبت في خسائر اقتصادية تقدر بنحو 1.5 تريليون دولار خلال السنوات العشر التي انتهت بعام 2019، ومن المرجّح أن تكون الأرقام الفعلية أكبر من ذلك لأن الكثير من الخسائر تمرّ دون تسجيل.

وفي تقرير المنتدى للمخاطر العالمية لعام 2023، حلّ الفشل في التخفيف من تغير المناخ كأحد أبرز التهديدات التي تواجه البشرية، إذ وصف 70% من المشاركين إجراءات الاستعداد لتغير المناخ أو درء هذا الخطر بأنها “غير فعّالة”.

وتكبدت الصين خسائر اقتصادية مباشرة بأكثر من 42 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 جرّاء الكوارث المناخية، كالسيول والانهيارات الأرضية وعواصف البرد والأعاصير، وفقا للبيانات الحكومية الصينية.

وفي إفريقيا، أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الكوارث المناخية بين عامي 1970 و2021 تسبّبت في خسائر اقتصادية بقيمة 43 مليار دولار، وأن موجات الجفاف تسبّبت في 95% من حالات الوفاة.

أما في أوروبا، فبلغت خسائرها 562 مليار دولار. كما بلغت خسائر قارة أميركا الجنوبية 115.2 مليار دولار، وأميركا الشمالية والوسطى ومنطقة الكاريبي تريليوني دولار.

وخلصت تقديرات المناخ الأميركية إلى أن ظروف الطقس القاسية تكلّف الولايات المتحدة في الوقت الحالي مليار دولار كل ثلاثة أسابيع، وأن متوسط الأضرار السنوية لها سجّل 150 مليار دولار بين عامي 2018 و2022.

المصدر: سي إن إن الاقتصادية