التغير المناخي يزيد من خطر المطبّات الجوية على رحلات الطيران

May 23, 2024

على الرغم من أن المطبّات الجوية الشديدة خلال رحلات الطيران نادرة الحدوث، إلا أنها قد تكون خطيرة على الطائرة والركاب، ومميتة في بعض الأحيان.

وفي رحلة جوية، الثلاثاء الماضي، تُوفي راكب وأصيب أكثر من 20 شخصا على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية السنغافورية كانت متجهة من لندن إلى سنغافورة.

وبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، قال توبي بيرل، أحد ركاب الرحلة، “بعد حدوث الاضطراب مباشرة، تحركنا عن مقاعدنا بقوة مع عدد كبير من الركاب في الهواء واصطدمت رؤوسنا بالسقف. شعرنا وكأننا تحطمنا، واعتقدت أن الطائرة ستسقط”.

ورغم أن السبب الدقيق للاضطراب الجوي الذي دفع ركاب الخطوط الجوية السنغافورية إلى السقوط عن مقاعدهم غير واضح، لكن الاضطرابات الجوية الشديدة يمكن أن تكون مدمّرة للغاية. كما أن التغير المناخي يمكن أن يجعل المطبّات الجوية مشكلة أكبر لقطاع الطيران في المستقبل، بحسب بلومبرغ.

وفي العام الماضي، وجدت دراسة نُشرت في مجلة “Geophysical Research Letters” أن حجم الاضطرابات الجوية في بعض أجزاء العالم ربما يكون في ارتفاع بالفعل.

وأوضح لاري كورنمان، عالم الفيزياء في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي التابع لمؤسسة NSF، أنه “عندما تحلّق الطائرة، يتدفق الهواء فوق الأجنحة، ما يؤدي إلى رفعها وتمكينها من الطيران، ويحدث الاضطراب الجوي عندما يتعطل تدفق الهواء على الأجنحة بشكل أساسي، ويكون هناك اختلاف في مجال الرياح حول الطائرة”.

والنتيجة، كما يقول كورنمان، هي أن الطائرة قد “ترتدّ لأعلى أو لأسفل، أو تتأرجح أو تتدحرج أو تتحرك في أي اتجاه”.

وأضاف أن “ما يُعرف باسم اضطراب الهواء الصافي، والذي لا يرتبط بأنماط الطقس المرئية، يٌعد خبيثا بشكل خاص لأن الطيّارين لا يمكنهم رؤيته بسهولة”.

وفي حين أن العلاقة بين تغير المناخ وأي اضطرابات أو مطبّات هوائية لرحلات الطيران ليست واضحة تماما، إلا أن سلسلة من الدراسات المنشورة على مدى العقد الماضي تُشير إلى أن تغير المناخ من شأنه أن يجعل الاضطرابات الجوية أسوأ في المستقبل، إذا لم يكن الأمر كذلك بالفعل، بحسب بلومبرغ.

وأوضح التقرير أن دراسة منفصلة أُجريت عام 2019، ونشرتها مجلة نيتشر، أظهرت أن تغير المناخ يزيد بالفعل من الاضطرابات الجوية من خلال زيادة ما يُعرف بالقص العمودي في التيار الهوائي.

وقال بول ويليامز، أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ريدينغ، “لقد اكتشفنا مؤخرا أن اضطراب الهواء الصافي الشديد في شمال المحيط الأطلسي قد زاد بنسبة 55% منذ عام 1979”.

المصدر: بلومبرغ