التغير المناخي يتصاعد ويهدد البشرية

May 23, 2024

هناك سباق بين الإنسان والتغير المناخي الذي يضرب الكرة الأرضية ويهدد البشرية بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، وما ينتج عنه من كوارث مناخية جرّاء العواصف والفيضانات والسيول والحرائق التي تجتاح مختلف مناطق العالم وتودي بحياة آلاف البشر، وتُخلّف دمارا مهولا في الممتلكات وخسائر بعشرات مليارات الدولارات.

إن ما تشهده القارة الأوروبية وأمريكا الشمالية وآسيا من فيضانات مدمّرة وغير مسبوقة، خصوصا في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا والهند والصين وأفغانستان واليابان وبنغلاديش ونيبال وبعض الدول الإفريقية، ومؤخرا في دول الخليج، وأدّت إلى وفاة المئات وتشريد الملايين، يدل على أن ما اتخذه العالم من إجراءات للحدّ من تطرف المناخ ليس كافيا، وأن هناك تسارعا في ارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى مزيد من الكوارث المناخية.

ومنذ القرن التاسع عشر، كانت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسا إلى حرق الوقود الأحفوري، النفط والغاز والفحم، وما ينتج عنه من انبعاث غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

وأكّد العلماء أن البشر مسؤولون بشكل أساسي عن الاحترار العالمي على مدى الـ200 عام الماضية جرّاء الغازات الدفيئة، مثل الكربون والميثان، التي تعمل على زيادة ارتفاع درجات الحرارة بشكل أسرع مما قبل، إذ أصبح كل عقد من العقود الأربعة الماضية أكثر دفئا من أيّ عقد سابق منذ العام 1850.

وتشمل عواقب تغير المناخ، الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق، وارتفاع مستوى البحر والفيضانات والأعاصير والسيول، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي، كما هو حاصل الآن.

وكشف تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرا أن تخفيض الانبعاثات المحددة في اتفاق باريس للمناخ لن يكون كافيا لمنع ارتفاع درجات الحرارة، ما قد يؤدي إلى تغير مناخي كارثي، كما أن درجات الحرارة ستواصل الارتفاع حتى لو استوفى العالم المعايير المدرجة في اتفاق باريس. وأفاد التقرير بأن درجات الحرارة ستواصل الارتفاع بمقدار يتراوح بين 3 و5 درجات مئوية بحلول عام 2050.

كما أن الكوارث المناخية، التي حصلت في العالم خلال عام 2018 فقط، أدّت إلى خسائر بلغت نحو 100 مليار دولار، إضافة إلى خسائر بشرية لا تعوض، بحسب منظمة كريستيان إيد البريطانية. ووفقا لدراسة أجراها ثلاثة علماء ألمان، فإن خسائر الاقتصاد العالمي سنويا سوف تبلغ في غضون 25 عاما نتيجة الأضرار المناخية نحو 38 تريليون دولار.

إن التغيرات المناخية تُسابق الجهود الدولية للحدّ من الاحتباس الحراري، والمواجهة يجب أن تتجاوز ما اتخذ من إجراءات حتى الآن، إذ أن مصير الكوكب والبشر بات على المحك، ما يستلزم التقليل من الاحترار العالمي على وجه السرعة، وذلك بتخفيض استخدام الوقود الأحفوري والتركيز على استخدام الطاقة النظيفة لتقليل المخاطر قدر الإمكان، قبل فوات الأوان.

المصدر: افتتاحية الخليج