تغير المناخ قد يزيد حالات القلق والاكتئاب

May 17, 2024

حذّرت دراسة بريطانية من أن تغير المناخ وأنماط الطقس والأحداث الجوية المتطرفة تُؤثّر سلبا على صحة الأشخاص الذين يعانون من أمراض الدماغ.

وأوضح الباحثون، في كلية لندن الجامعية، أن التأثيرات المحتملة لتغير المناخ تشمل زيادة في حالات السكتة الدماغية وتأثيرات على النوم وزيادة في القلق والاكتئاب، مع احتمال تفاقم وضع من يعانون بالفعل من حالات دماغية.

ويُعد تغير المناخ من العوامل التي تُشكّل تهديدا خطيرا لصحة الإنسان، بما في ذلك صحة الدماغ. وتُشير الدراسات إلى وجود كثير من التأثيرات السلبية التي تشمل اضطرابات المزاج وضعف الإدراك.

واستعرضت الدراسة، التي نُشرت في دورية لانسيت نيورولوجي، 332 ورقة بحثية نُشرت حول العالم بين عامي 1968 و2023، إذ راجع الباحثون العلاقة بين تغير المناخ و19 حالة مختلفة في الجهاز العصبي، بما في ذلك السكتة الدماغية، والصداع النصفي، وألزهايمر، والتهاب السحايا، والصرع، والتصلب المتعدد.

كما فحص الفريق تأثير تغير المناخ على عدة اضطرابات نفسية خطيرة وشائعة، بما في ذلك القلق والاكتئاب والفصام، ووجدوا أن حجم التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على خطر الإصابة بالأمراض العصبية كان كبيرا، مشيرين إلى أن هناك زيادة في الإصابات أو الإعاقة أو الوفيات نتيجة للسكتة الدماغية في درجات الحرارة الأعلى أو موجات الحرّ.

وذكر الفريق أن المصابين بالخرف أكثر عرضة للضرر الناجم عن التقلبات الجوية المتطرفة في درجات الحرارة، مثل الإصابة بالحرارة أو الإغماء بسبب البرد، وكذلك الكوارث المناخية، مثل الفيضانات أو الحرائق الكبيرة، إذ تتأثّر قدرتهم على التكيّف مع التغيرات البيئية بسبب الإعاقة المعرفية.

وارتبط ذلك بانخفاض الوعي بالمخاطر، مع تراجع القدرة على طلب المساعدة أو تخفيف الضرر المحتمل، مثل شرب المزيد من المياه في الطقس الحار أو تغيير الملابس.

وبناء على ذلك، يؤدي التباين الأكبر في درجات الحرارة، والأيام الأكثر سخونة، وموجات الحرارة إلى زيادة حالات دخول المستشفى والوفيات المرتبطة بالخرف.

ووفقا للدراسة، يرتبط الكثير من حالات الدماغ بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، مثل القلق والاكتئاب، ويمكن لمثل هذه الأمراض المتعددة أن تزيد من تعقيد آثار تغير المناخ والتكيّفات اللازمة للحفاظ على الصحة. كما يُشير الباحثون إلى أهمية درجات الحرارة أثناء الليل، إذ أن درجات الحرارة المرتفعة خلال الليل يمكن أن تُعطّل النوم وتُفاقم الكثير من مشكلات الدماغ.

ودعا الباحثون إلى إجراء مزيد من البحث لفهم هذه التأثيرات، وتطوير استراتيجيات التكيّف اللازمة، مؤكّدين أن التوعية والتحرّك هما السبيل للحدّ من التأثيرات السلبية لتغير المناخ على صحة الدماغ.

المصدر: دورية لانسيت نيورولوجي