أعلنت حكومة ولاية فلوريدا عن قرار يقضي بعدم اتخاذ التغير المناخي كأولوية عند صياغة القوانين التي تتعلق بالطاقة، ما يضعها في مصاف الجهات التي لا تتعامل مع التغير المناخي كتهديد حقيقي.

جاء ذلك بعد أن صدر مرسوم رسمي عن حاكم الولاية يقضي بعدم اتخاذ التغير المناخي كدافع أول عند صياغة أيّ قوانين تتعلق بمستقبل الطاقة، على الرغم من التهديدات التي تواجه الولاية من الأعاصير القوية والحرارة الشديدة وتفاقم تكاثر الطحالب السامّة، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.

ووقع حاكم الولاية، رون ديسانتيس، على تشريع يقضي بإلغاء معظم الإشارات إلى تغير المناخ في قانون الولاية، ويحظر توربينات الرياح البحرية في مياه الولاية، ويضعف اللوائح المتعلقة بتغير المناخ وتخصّ خطوط أنابيب الغاز الطبيعي. ومن المقرّر أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو المقبل.

وقال ديسانتيس “إن التشريع الذي وقعته اليوم سوف يُبقي طواحين توليد طاقة الهواء بعيدا عن شواطئنا، والغاز في خزاناتنا، والصين خارج ولايتنا”، بحسب الصحيفة.

وقال المناصرون لحاكم ولاية فلوريدا، المؤيدون لهذا القرار، إن القانون الجديد يُساعد الولاية على إعطاء الأولوية لمخاوف سكّان فلوريدا بشأن القدرة على تحمّل تكاليف الطاقة.

ولكن المدافعين عن المناخ قالوا إن هذا الإجراء رمزي إلى حدّ كبير ولن يكون له تأثير يُذكر على تحوّل فلوريدا نحو الطاقة المتجددة، مع العلم بأن الطاقة الشمسية في الولاية تعيش فترة ازدهار.

وقال دعاة حماية البيئة إن القانون الجديد هو أحدث مثال على حرص حاكم ولاية فلوريدا على استخدام تغير المناخ كقضية حرب ثقافية لجذب الاهتمام الوطني لنفسه، واللّعب على الأوتار التي تُميل لصالحه أصوات الناخبين اليمينيين.

وقال جريج كينشت، مدير منظمة الحفاظ على البيئة في فلوريدا، إن الإجراء الجديد الذي يُزيل معظم الإشارات إلى تغير المناخ يُخالف إلى حدّ كبير الرأي العام في الولايات المتحدة، وولاية فلوريدا تحديدا.

ودلّل كينشت على ذلك بالإشارة إلى أحدث استطلاع أجرته جامعة فلوريدا أتلانتيك، والذي يُفيد بأن 90% من سكّان فلوريدا يؤكّدون على حدوث التغير المناخي بالفعل، وأن 69% يؤيّدون إجراءات البلاد لمعالجته.

كما أكّد العديد من المشاركين في الاستطلاع على تعرّضهم لتجارب سلبية مع الفيضانات والرياح العاتية الناجمة عن الأعاصير، وهو ما قد يُفسّر سبب شعور سكّان فلوريدا بالقلق من التغيير المناخي أكثر من سكّان الولايات الأمريكية الأخرى.