كولابسولوجي تحذّر من انهيار الحضارة بسبب تغير المناخ!

May 17, 2024

يُثير موضوع نهاية الحضارة الجدل في ألمانيا، خاصة في “مقهى انهيار المناخ” عبر الإنترنت، إذ تقول سيبيله أيمرمان، التي تشارك بانتظام في المنتدى الإلكتروني، “السرعة التي يتقدم بها تدمير الكوكب لا تدع مجالا لأيّ خاتمة أخرى”.

وأيمرمان هي عضو في حركة تُعرف باسم كولابسولوجي (علم الانهيار)، وهي حركة فكرية أصبحت مشهورة بشكل خاص بفضل عالم الزراعة الفرنسي، بابلو سيرفين، الذي ألّف بالتعاون مع المستشار البيئي، رافايل ستيفنز، كتابا بعنوان “كيف يمكن أن ينهار كل شيء”، إذ يتبنّى سيرفين اعتقادا راسخا بأن الجهود المبذولة لمكافحة أزمة المناخ سوف تفشل، وسوف ينهار النظام البيئي وتنتهي الحضارة الإنسانية.

ويتوقع أتباع الحركة في ألمانيا أيضا أن تتدهور سُبل العيش للبشرية بشكل كبير في جميع أنحاء العالم نتيجة للأزمات البيئية، إذ يُؤكّد مؤسس مقهى انهيار المناخ، نوربرت برينتس، أنه ستكون هناك الكثير من المعاناة والكثير من الوفيات، مضيفا “انهيار الحضارة هو السيناريو الأكثر احتمالا”.

ويهدف المقهى الإلكتروني إلى إتاحة مساحة للأشخاص ذوي الفكر المماثل لتبادل الأفكار، حيث يتحدث المشاركون عن مشاعرهم والاستعداد للانهيار المحتمل وكيفية مواصلة الحياة بعد ذلك. ولا يعتقد أتباع الحركة أن البشرية سوف تنقرض تماما، بل يتوقعون انهيار سلاسل التوريد والأنظمة البيئية والاقتصادية بصورة ستدفع الناجين المتبقين إلى العيش في مجموعات صغيرة لضمان البقاء على قيد الحياة.

ولكن من الصعب العثور على دراسات حول موضوع شامل مثل انهيار المجتمع البشري، إذ يقول يوبست هايتسيش، عالم الرياضيات في معهد بوتسدام لأبحاث تأثيرات المناخ، “من حيث المبدأ ليس من الممكن أن نتنبأ بشكل جادّ بمدى احتمال انهيار الحضارة، ولكن يمكن وضع سيناريوهات لكيفية حدوث ذلك”.

ويُحاول هايتسيش مع زملائه تطوير نماذج يمكنها تفسير الروابط المعقدة وواسعة النطاق في مجتمعنا، قائلا “لقد أثّرت حركة (أيام الجمعة من أجل المستقبل) على السياسة، كما أن سلوك المستهلكين له تأثير على المناخ، ونحاول محاكاة مثل هذه الارتباطات على نحو جادّ”، موضحا أن الأمر يتعلق بفهم التفاعلات بين هذه الارتباطات.

ويرى هايتسيش أنه لا مفرّ من التعاطي مع السؤال حول احتمال حدوث انهيار، مضيفا “مع الحضارة الحالية نجد في النظام الاقتصادي درجة عالية للغاية من التبعية الدولية، ومثل هذه التبعيات جعلت المجتمعات أقلّ قدرة على المقاومة. كما قد تكون هناك تأثيرات الدومينو التي يمكن تشبيهها بمتلازمة الاختلال العضوي المتعدد لدى البشر”.

ولكن هايتسيش ليس متشائما بنفس قدر أعضاء حركة كولابسولوجي، موضحا “أوافق على أن هناك بعض الدلائل على أن الحضارة يمكن أن تنهار، على سبيل المثال عبر صراع عنيف متصاعد عالميا أو أزمة اقتصادية عالمية حادّة، والعواقب المترتبة على تغير المناخ قد تُعزّز من فرص حدوث الأمرين”.

وأشار هايتسيش إلى أنه لا يمكن أيضا من منظور علمي وضع توقّع جدّي بشأن توقيت حدوث الانهيار المحتمل. وبدلا من ذلك، يمكننا مكافحة تغير المناخ وجعل مجتمعنا ونظامنا الاقتصادي أكثر قدرة على المقاومة.

المصدر: صحيفة العرب