تواجه أسواق السكّر العالمية مخاطر عديدة، وذلك على الرغم من أن أسعار السكّر العالمي لا تزال أقل من مستويات العام الماضي.

وانعقد الأسبوع الماضي أسبوع السكّر في نيويورك، وهو تجمّع سنوي لصناعة السكّر، والذي يتخلّله سلسلة من الندوات والاجتماعات للقائمين على الصناعة من جميع أنحاء العالم لمناقشة ظروف العرض والطلب في السوق العالمية.

وحذّر المشاركون من أن هناك عدة مخاطر تهدد السوق العالمية، مثل قلة الأمطار وازدحام الموانئ في البرازيل، وهي أكبر مصدر للسكّر، ما قد يُدمّر التوازن الحالي بين العرض والطلب.

وظلّت أسعار السكّر تتراوح بين 19 و20 سنتا للرطل مؤخرا، وذلك منذ انخفاضها بشدة في أواخر العام الماضي من نحو 28 سنتا بعد أن حقّقت البرازيل أرقاما إيجابية فيما يتعلق بالسكّر، وعوّضت النقص في الهند وتايلاند.

ووفقا لأوضاع السوق الحالية، فإن أسعار السكّر الآن ليست سيئة بالنسبة للبائعين أو المشترين، فالطلب والإنتاج في المناطق الرئيسية آخذان في التعافي. ومع ذلك، فإن الخبراء يحذّرون من أن استقرار السوق هشّ.

وقال ماورو أنجيلو، الرئيس التنفيذي لشركة ألفيان، أكبر شركة لتجارة السكّر في العالم، “الصورة الأكبر هي أن مخزونات السكّر العالمية لا تزال محدودة”، مضيفا “نسبة المخزون إلى الاستخدام هي الأدنى منذ عام 2010”.

وبدوره، قال خوسيه أوريفي، المدير التنفيذي للمنظمة الدولية للسكّر (ISO)، إن “السوق سوف تتأثر بالأداء اللوجستي في البرازيل”، ويكمن الخطر في احتمال تكرار حالة الضغط في عمليات التحميل التي شهدتها الموانئ البرازيلية في عام 2023 حينما رفعت البلاد حصّتها من صادرات السكّر العالمية من 70% إلى 80%، مع غياب الهند في سوق التصدير.

كما أشار مارسيلو دي أندرادي، العضو المنتدب للسلع الخفيفة في شركة التجارة الصينية كوفكو إنترناشيونال، إلى الطقس كعامل خطر، قائلا “إذا حدث أي خلّل في الطقس فقد يكون ذلك بمثابة انفجار للسوق”.

وأوضح أندرادي “إذا سارت الأمور على ما يرام فستظلّ السوق مستقرة، لكن أي مشكلة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار، إذ يُعد الاعتماد المفرط على البرازيل لتزويد السوق بمثابة خطر كبير”.

وقال توم ماكنيل، العضو المنتدب في شركة غرين بول كموديتي سبسيلستس، إن الطقس الجاف والحارّ الحالي في البرازيل والخدمات اللوجستية في الموانئ الخاصة بها تُشكّل مصدر قلق، مضيفا أن “أي مشكلة في البرازيل يمكن أن تُثير رد فعل كبير في الأسعار”.

وتشهد البرازيل الآن موجة حارّة، إذ سجّلت معظم المناطق الوسطى درجات حرارة تصل إلى 34 درجة مئوية دون هطول للأمطار، ومن المتوقع هطول بعض الأمطار في أواخر شهر مايو الحالي، ولكنها تبقى دون المستوى المطلوب.