تغيّرات أكثر تطرفا في أنماط المناخ بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا

May 13, 2024

ذكرت دراسة حديثة أن توسّع “خلايا هادلي” يؤدي إلى توسّع مناطق الحمل الحراري على جانبي خط الاستواء، ما يُؤثّر على المناطق شبه الاستوائية، مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وخلايا هادلي (Hadley Cells) هي دورات انقلابية تحدث عند دوائر العرض المنخفضة، إذ يرتفع الهواء عند دائرة الاستواء وينخفض عند دائرة عرض 30 درجة تقريبا، وهذه الخلايا مسؤولة عن الرياح التجارية في المناطق الاستوائية وتتحكم في أنماط الطقس في دوائر العرض المنخفضة.

وكشفت الدراسة، التي نشرتها دورية ساينتفك ريبورتس، عن تحوّل مناطق الحمل الحراري نحو الشمال فوق شمال إفريقيا في فصل الصيف وتحوّلها نحو الشرق في فصل الشتاء خلال العقود الأربعة الماضية.

وتزامنت هذه التحوّلات مع تغيّرات في موقع وشدة الانخفاضات الحرارية والمرتفعات شبه الاستوائية التي تُعدّل أيضا تحميل الغبار والغطاء السحابي فوق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقا للدراسة.

وتُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إحدى أكثر المناطق تعرضا لتغير المناخ، إذ أدّت موجات الحرّ في يوليو 2023 إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى 51 درجة مئوية في الجزائر، و49 درجة مئوية في تونس، و46 درجة مئوية في الأردن، في حين أصبحت أحداث الهطول الشديد للأمطار الغزيرة في مدينة جدة السعودية أقلّ تواترا وأكثر كثافة، وقد تشهد المناطق المرتفعة عن سطح البحر زيادة أكثر وضوحا في هطول الأمطار الغزيرة بمعدل حوالي 15% لكل درجة مئوية من الاحترار.

وأوضحت ديانا فرنسيس، أستاذة علوم الأرض المساعدة في جامعة خليفة بالإمارات، والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن “توسّع المناطق الرطبة على جانبي خط الاستواء يعني أن البلدان الواقعة في المناطق شبه الاستوائية الحالية ستشهد مزيدا من المناخ الاستوائي في المستقبل مع زيادة هطول الأمطار الغزيرة ودرجة الحرارة والرطوبة”.

وأضافت فرنسيس “ستشهد البلدان في الجزء الشمالي من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مزيدا من الجفاف مع تحوّل المرتفعات شبه الاستوائية نحو القطب، كما ترتفع درجات الحرارة في أثناء الليل بسرعة أكبر من درجات الحرارة في أثناء النهار، وستستمر على هذا النحو بسبب زيادة المستوى المنخفض للسّحب”.

كما ستواجه المنطقة مزيدا من الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الجفاف وموجات الحرّ وأحداث هطول الأمطار الغزيرة، ويجب التوصل إلى خطط أفضل للتعامل مع هذه التغيّرات من خلال تحديث أنظمة الرصد لفهم تغيّرات مكوّنات النظام المناخي بشكل أفضل، ومن ثم مساعدة صنّاع السياسات على اتخاذ قرارات أفضل للتعامل مع هذه التغيرات المناخية، بحسب فرنسيس.

المصدر: دورية ساينتفك ريبورتس