تغير المناخ يهدد تعليم ملايين الأطفال بآسيا

May 13, 2024

يُشكّل تغير المناخ تهديدا لتعليم الملايين من الأطفال، وهو ما تجلّى في مارس الماضي من خلال موجة الحرّ التي ضربت آسيا، وأجبرت المدارس على الإغلاق.

وبينما ساهم هطول الأمطار الموسمية في التخفيف من حدّة المشكلة بمناطق معينة، فإن الخبراء يخشون من أن هذا النوع من المشكلات سيتفاقم مع عواقب وخيمة على التعليم.

وتشهد درجات الحرارة في آسيا ارتفاعا بسرعة أكبر من المتوسط العالمي، مع موجات حارّة أطول زمنيا وأكثر تواترا وشدّة، ما يؤدي إلى ارتفاع الرطوبة، وهطول الأمطار الغزيرة، وفيضانات يمكن أن تلحق الضرر بالمدارس أو تغلقها لاستخدامها كملاجئ.

كما يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى حرائق الغابات وارتفاع في مستويات التلّوث، ما يُجبر المدارس أيضا على إغلاق أبوابها، كما حدث بالفعل في الهند وأستراليا.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) العام الماضي من أن “أزمة المناخ أصبحت بالفعل حقيقة واقعة بالنسبة للأطفال في شرق آسيا والمحيط الهادي”.

وفي بنغلاديش، تبدو هذه الظاهرة واضحة، كما يشير شومون سينغوبتا، المدير الوطني لمنظمة “سايف ذا تشيلدرن” غير الحكومية، قائلا “ليست درجات الحرارة أعلى فحسب، لكنها تدوم لفترة أطول بكثير في معظم أنحاء البلاد”.

وفي آسيا، فإن أغلب المدارس غير مجهّزة للتعامل مع العواقب المتزايدة لتغير المناخ، وغالبا ما تكون مكتظة وسيئة التهوية، كما يمكن للأسقف الحديدية المموّجة أن تُحوّل قاعات التدريس إلى فُرن حقيقي، وأحيانا تنفد الكهرباء اللازمة لتشغيل المراوح.

وقالت سلوى الإرياني، أخصائية الصحة بمنظمة اليونيسيف لبلدان شرق آسيا والمحيط الهادي، إن “إغلاق المدارس يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة، خصوصا على الأطفال في المجتمعات الفقيرة والضعيفة الذين لا يستطيعون الوصول إلى الموارد، مثل أجهزة الحاسوب والإنترنت والكتب، أو إلى منزل محمي بشكل كاف من الحرارة”.

كما يُهدد تغير المناخ التعليم بشكل غير مباشر، إذ أظهرت أبحاث أجرتها منظمة اليونيسيف في بورما أن نقص المحاصيل الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة وعدم هطول الأمطار يدفع الأُسَر إلى إخراج أطفالها من المدارس لكي يساعدوها، أو بسبب عدم توفر الوسائل اللازمة لدفع تكاليف التعليم.

واتخذت بعض الدول الغنية في المنطقة خطوات لضمان عدم تأثر التعليم بتغير المناخ. ففي اليابان، كان أقل من نصف المدارس العامة مكيفة الهواء عام 2018، لكن هذا الرقم ارتفع إلى أكثر من 95% بحلول عام 2022.

وقال سينغوبتا إن البلدان النامية بحاجة إلى المساعدة للاستثمار في تحديث البنية التحتية، مؤكدا أن الحلّ الحقيقي الوحيد للأزمة يتلخّص في معالجة السبب الجذري لها، وهو تغير المناخ.

المصدر: أ ف ب