الطاقة الشمسية أمل الكوكب في التخلص من الفحم

May 11, 2024

تمثل الطاقة الشمسية مصدرا نظيفا ودائما ورخيصا لإنتاج الكهرباء، في عالم يسعى جاهدا لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الملوّث للبيئة، واستدامة الموارد الطبيعية.

وتنتج الطاقة الشمسية من خلال استخدام الألواح الشمسية التي تتراوح أحجامها من أسطح المنازل السكنية إلى مزارع الطاقة الشمسية الممتدة على أفدنة من الأراضي.

ويمكن أن يُسهم التوسع في إنتاج الطاقة الشمسية في حل أزمة غياب الكهرباء عن الملايين من البشر، خاصة في القارة الإفريقية.

ومن بين ما يقرب من 675 مليون شخص ما زالوا يعيشون دون كهرباء في جميع أنحاء العالم، يعيش أكثر من 80% -نحو 567 مليون شخص- في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وعلى مدى العقد الماضي، تمكن أكثر من مليار شخص من الحصول على الكهرباء، والعديد منهم من خلال الطاقة الشمسية.

المنافسة بين الطاقة الشمسية والفحم

وتمثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أرخص وسيلتين لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، ومن المتوقع أن تتفوق الطاقة الشمسية على الفحم باعتبارها المصدر الأكثر توفرا للطاقة في العالم بحلول عام 2027.

وقال مدير شؤون الطاقة العالمية في البنك الدولي، ديميتريوس باباثاناسيو، إن الطاقة الشمسية تلعب دورا هاما في الحصول على الطاقة ومحاربة التغير المناخي، مشيرا إلى أن العديد من البلدان النامية لديها بعض من أفضل موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العالم، لكنها تواجه عقبات في الحصول على التمويل اللازم لتوسيع نطاق الاستثمارات في الطاقة الشمسية.

وبحلول عام 2030، يمكن لشبكات الطاقة الشمسية الصغيرة أن توفر طاقة عالية الجودة دون انقطاع لنحو 380 مليون شخص.

وظلّت العديد من البلدان حبيسة الطاقة عالية الكربون، إذ أنفقت على دعم استهلاك الوقود الأحفوري ما يصل إلى ستة أضعاف ما تنفقه على التزاماتها التي تعهدت بها بموجب اتفاق باريس لمعالجة تغير المناخ.

ويمثل الفحم المصدر الأكثر تلوّثا لإنتاج الكهرباء، إذ يطلق كميات هائلة من الانبعاثات الكربونية عندما يُحرق في محطات الطاقة.

وإضافة إلى التلوّث بالغازات الدفيئة، يؤدي حرق الفحم إلى انبعاث مواد سامة ومسبّبة للسرطان في الهواء والماء والأرض، ما يؤثر بشدة على صحة عمّال المناجم والمجتمعات المحيطة.

محطات الطاقة الشمسية

ويمكن للسياسات واللوائح الصحيحة أن تساعد في خفض تكاليف تطوير الطاقة الشمسية، وجذب تمويل أرخص، وتشجيع الاستثمار الخاص.

وفي عام 2023، شكّلت الطاقة الشمسية ثلاثة أرباع القدرات المتجددة المضافة في جميع أنحاء العالم، وحدث معظم هذا النمو في آسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وزادت الإضافات السنوية للقدرات المتجددة العالمية بنسبة 50% تقريبا إلى ما يقرب من 510 غيغاواط في عام 2023، وهو أسرع معدل نمو في العقدين الماضيين، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

ومن المتوقع أن تصل القدرة العالمية للطاقة المتجددة إلى 7300 غيغاواط بحلول عام 2028.

الهيمنة الصينية

وتتربّع الصين على عرش إنتاج الطاقة الشمسية في العالم، إذ أضافت بكين 216.9 غيغاواط من الطاقة الشمسية في عام 2023 وحده، وهذه القدرات المضافة أكثر من القدرات الإجمالية التي تمتلكها الولايات المتحدة، ثاني أكبر سوق للطاقة الشمسية في العالم، والبالغة 175.2 غيغاواط.

كما تُهيمن الصين على إنتاج مكونات الطاقة الشمسية، حيث تسيطر حاليا على نحو 80% من سلسلة توريد الألواح الشمسية في العالم.

المصدر: سي إن إن الاقتصادية