ظاهرة النينيو المناخية تفتك بشرق إفريقيا

May 09, 2024

تقف ظاهرة النينيو المناخية وراء الفيضانات العارمة التي أغرقت مناطق واسعة بشرق إفريقيا، ما تسبّب في أزمة إنسانية مأساوية، إذ أدّت الفيضانات التي اجتاحت كينيا وتنزانيا وبوروندي وأوغندا إلى مقتل أكثر من 300 شخص.

ففي كينيا وحدها، قُتل حتى الآن 169 شخصا جرّاء الفيضانات. وفي تنزانيا، أدّت الأمطار الغزيرة المرتبطة بظاهرة النينيو المناخية إلى مقتل أكثر 155 شخصا. أما في أوغندا، فقد غمرت المياه جسرا شديد الأهمية في منطقة مبيغي قرب العاصمة كمبالا.

وتعرّضت المناطق الساحلية للخطر حيث تواجه أيضا عواصف رعدية قوية وأمواج عالية.

وقال فرانك كاجولو، أحد سكّان المنطقة المنكوبة، إن الكثير من السكّان نزحوا من منازلهم بسبب الدمار الكبير، مضيفا “لم يعد بإمكانهم البقاء بسبب الفيضانات. لقد باتوا الآن نازحين”.

وتؤدي الأمطار الغزيرة المتواصلة إلى ارتفاع مستويات المياه في الأنهار، وتوسّع البحيرات العظمى في شرق إفريقيا.

وأُغلقت الطرق وأصبح من المستحيل عبور الجسور، ما أعاق نقل البضائع بين الدول في المنطقة، مثل تلك التي بين أوغندا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وفي بوروندي، إحدى أفقر البلدان في العالم، نزح 96 ألف شخص بسبب هطول الأمطار الغزيرة بشكل متواصل لعدة أشهر.

وحذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في الخامس من مارس الماضي، من أن الأمطار الموسمية تقترن هذا العام في العديد من دول شرق إفريقيا بظاهرة النينيو المناخية، التي بدأت منتصف عام 2023، وتستمر حتى نهاية مايو الحالي.

وبالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، تُسبّب ظاهرة النينيو الجفاف الشديد في بعض أنحاء العالم والأمطار الغزيرة في مناطق أخرى.

وجاءت موجة الفيضانات بعد أيام من صدور التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية الذي حذّر من تداعيات ظاهرة النينيو المناخية، قائلا “الأسوأ لم يأتي بعد”.

ويعود ارتباط العديد من حالات نقص الغذاء في إفريقيا بظاهرة النينيو المناخية إلى ثمانينات القرن الماضي، منذ أزمة الغذاء العالمية التي ضربت القارة السمراء بين عامي 1982 و1984، والتي تُعد أشد الأزمات المسجّلة.

ومع تفاقم تداعيات ظاهرة تغير المناخ، تزايدت ضراوة وشدة ظاهرة النينيو المناخية، خاصة في البلدان النامية التي باتت غير قادرة على التعامل مع أزمات المناخ بسبب نقص التمويل.

المصدر: دي دبليو عربية