تغير المناخ يهدد إنتاج النحاس ويرفع أسعاره عالميا

May 02, 2024

دعمت التوقعات المتعلقة بكمية النحاس الضرورية للانتقال إلى الطاقة النظيفة أسعار المعدن لتبلغ أعلى مستوى لها منذ عامين، لكن دراسة جديدة حذّرت من مخاطر تغير المناخ على مستقبل إمدادات النحاس.

وكشفت دراسة، قامت بها برايس ووترهاوس كوبرز (PwC)، أن أكثر من نصف مناجم النحاس العالمية ستكون في مناطق معرضة لمخاطر الجفاف التي تعتبر كبيرة أو عالية أو شديدة، حتى في حالة السيناريو المتفائل من الانبعاثات المنخفضة لعام 2050.

وترتفع مخاطر الجفاف أكثر من ذلك بالنسبة لمعدنين آخرين يرتبطان أيضا بالانتقال إلى الطاقة النظيفة، هما الليثيوم والكوبالت، إذ تصل إلى 74%، بحسب الدراسة.

وارتفعت أسعار النحاس في الأشهر الأخيرة حتى تجاوزت 10 آلاف دولار للطن المتري، مدفوعة بتوقّعات النقص الوشيك في المعروض وسط صعوبة تلبية المناجم للطلب المرتفع من قطاعات السيارات الكهربائية، والبنية التحتية لشبكات الكهرباء ومراكز البيانات.

كما تزداد صعوبة استخراج المعدن من المناجم الجديدة وتكلفته وسط التدقيق المتزايد فيما يتعلق بالمشكلات الاجتماعية والبيئية، ما يؤدي إلى عزوف الاستثمار.

وقد تضيف الاضطرابات المتعلقة بالمناخ مجموعة أخرى من المخاطر التي تواجه الإمدادات، فتأثير هذه الاضطرابات على المعادن غير معروف مقارنة بالوثائق الهائلة المتعلقة بتأثيرات ارتفاع الحرارة وتغيّر أنماط الطقس على السلع الزراعية. ففي زامبيا، تواجه مناجم النحاس نقصا شديدا في إمدادات الكهرباء بسبب الجفاف الذي يعصف بالمحطات الكهرومائية. وفي شيلي، تسبّب نقص المياه في خفض إنتاج النحاس في الأعوام الأخيرة إذ تستثمر الصناعة في استخدام مياه البحر.

وتناولت الدراسة 9 سلع أوّلية، تنتج ثلاث دول فقط نحو 40% من إجمالي المعروض العالمي لكل منها. وفي حالة النحاس، تنتج كل من شيلي وبيرو والصين أكثر من نصف الإنتاج العالمي.

وقالت إيما كوكس، مسؤولة قطاع المناخ العالمي لدى برايس ووترهاوس كوبرز، إن “أي اضطرابات ناتجة عن تغير المناخ قد تؤثر بشكل هائل على العالم، بسبب تركّز إنتاج المعدن في مناطق محدودة، ولا أعتقد أن الجميع يدركون عواقب وتأثيرات تغير المناخ مستقبلا”.

المصدر: بلومبرغ