المناخ وبريكست يهدّدان زهور التوليب في هولندا

Apr 30, 2024

تُشكّل زهور التوليب الحمراء والوردية فخرا لهولندا، لكن التغير المناخي يُصعّب أكثر فأكثر المهنة التي تتطلب أصلا قدرا كبيرا من التفاني، ويتفاقم هذا التحدّي بفعل المشاكل التي يتسبّب بها تشديد الرقابة على الحدود في أعقاب البريكست.

وقال أرجان سميت، المُشرف على حقل من زهور التوليب الحمراء والوردية، والتي تتولى عائلته زراعتها منذ العام 1940، إن “المناخ تغيّر، ويمكننا أن نستشعر ذلك إذ يزداد عدد الزهور المتساقطة، ما يزيد من صعوبة المهنة التي تتطلّب جهودا كبيرة”.

ويبدو المشهد من السماء مثاليا مع صفوف جميلة من الزهور، لكن عند معاينة الحقل من قرب، تظهر بقع موحلة تمنع زهور التوليب من النمو.

وأضاف سميت “شهد الشتاء الماضي كميات كبيرة من الأمطار، ما أدى إلى خسارة قطاعنا نحو 8 إلى 9% من الزهور الصغيرة، بعدما قضت عليها مياه الأمطار”.

وبالإضافة إلى كميات الأمطار الكبيرة، فإن درجات الحرارة المرتفعة تُؤثّر على زراعة التوليب، إذ مع تسجيل حرارة أكبر في هولندا خلال الربيع والصيف، أصبح الأمر يتطلّب أن تسقي الزهور أكثر بمرتين من السابق.

وتنتج شركته “سميت فلاورز” 11 مليون زهرة توليب من أنواع مختلفة، تُنبتها على مدار السنة معتمدة مزيجا من الزراعة الطبيعية والدفيئات الزراعية.

وبما أن الشتاء شهد كميات مرتفعة من الأمطار، فإن الجذور لم تترسّخ بالعمق الكافي للبحث عن الماء، ما أثار المخاوف من انخفاض الحصاد.

وباستعمال الألواح الشمسية ومياه الأمطار المعاد استخدامها، يُؤكّد سميت أنه يبذل قصارى جهده للزراعة بشكل مستدام في وقت يُتّهم القطاع بالآثار الضارة التي يتركها على البيئة.

وفي حين يُشكّل التغير المناخي تحديا طويل الأمد، يشعر مزارعو التوليب بقلق إزاء تهديد وشيك أكثر يتمثّل في تشديد الرقابة على الحدود في أعقاب البريكست، إذ ستخضع أنواع كثيرة من النباتات والأزهار لعمليات تفتيش قبل إدخالها إلى المملكة المتحدة، ما يعرّضها للتّلف.

ولفت سميت إلى أن نحو 80% من محصوله يُباع إلى الخارج، إذ يبيعه مباشرة إلى المصدّر، مشيرا إلى أن أي تأخير قد يحصل في نقاط التفتيش الحدودية سيكون كارثيا للزهور.

المصدر: أ ف ب