تفاقم مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات بسبب تغير المناخ

Apr 26, 2024

حذّرت دراسة أُجريت في جنوب إفريقيا من أن تغير المناخ يُفاقم مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات، ويزيد من انتشارها.

وأوضح الباحثون أن مخاطر البكتيريا المقاومة للعقاقير تزيد مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وانبعاثات الغازات الدفيئة، وارتفاع مستويات سطح البحر. وستُعرض النتائج في مؤتمر “ESCMID Global” لعلوم الأحياء الدقيقة والأمراض المُعدية، الذي سيُعقد غدا في مدريد من 27 إلى 30 أبريل الحالي.

وتُصنّف منظمة الصحة العالمية مقاومة المضادات الحيوية بوصفها أحد أكبر التهديدات للصحة العامة. وقد وصلت مقاومة العقاقير لمنحنيات خطيرة على مستوى العالم، إذ تودي العدوى المقاومة للأدوية بحياة أكثر من 1.2 مليون شخص سنويا، ومن المتوقّع ارتفاع هذا العدد إلى 10 ملايين بحلول 2050، إذا لم تُتخذ إجراءات فورية.

ومع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، من المتوقّع تكاثر معدلات الإصابة البكتيرية وانتشار الأمراض إلى مناطق جديدة من العالم.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة “كوازولو – ناتال” في جنوب إفريقيا، صبيحة إسحاق، إن تغير المناخ يرفع خطر مقاومة مضادات الميكروبات بتغيير الظروف البيئية التي تعيش فيها الميكروبات.

وأوضحت الباحثة أن هذا التغيّر يؤثّر في السلامة البيئية للأنظمة الحيّة، ما يمكّن مسبّبات الأمراض من مفاقمتها، الأمر الذي يؤثّر في أنظمة المياه، والحيوانات، والمحاصيل المنتجة للغذاء، ويهدد الإمدادات الغذائية العالمية.

وأكّدت أن درجة الحرارة التي تُعد حاسمة لكل أشكال الحياة، تؤدي دورا مهما في العمليات البكتيرية والالتهابات، لذلك يُعزّز ارتفاعها في شبكات المياه قدرة البكتيريا، مثل العطيفة والسالمونيلا، على البقاء حيّة، فتُسبّب أمراضا تنتقل عبر الماء والغذاء.

كما تكتسب فطريات، مثل فطر الكانديدا أوريس، القدرة على تحمّل الحرارة والملوحة في النظم البيئية الرطبة.

وتنمو أيضا الإشريكية القولونية وبعض مسبّبات الأمراض، مثل المكورات المعويّة، بشكل مثالي في حرارة تتراوح بين 32 إلى 36 درجة مئوية، ما يعزّز قدرتها على الإفلات من فاعلية المضادات الحيوية. وأشارت الباحثة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وتفشّي الأمراض المُعدية سيُفاقمان استخدام المضادات الحيوية، ويسهّلان تطور مقاومة الميكروبات لها.

ولمواجهة هذا التهديد، أكّدت الدراسة ضرورة وجود قيادة سياسية والتزام قاطع بالسياسات والحوكمة القوية على المستويين العالمي والمحلي، بالإضافة إلى تقديم حلول مبتكرة قائمة على الأدلة لتكييف التدخلات وفق سياقات كل دولة، وتعزيز التعاون المتبادل بين المبادرات المتعلقة بتغير المناخ ومقاومة مضادات الميكروبات.

المصدر: يوريك أليرت