تلقيح السّحب أم تغير المناخ السبب وراء غزارة الأمطار في دبي؟

Apr 23, 2024

تتراوح المشاهد المنتشرة في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا بين السريالية إلى المروعة، فهناك سيارات تطفو في مياه الفيضانات، وطائرة تسير على مدرج أشبه بالبحيرة، وأثاث يتطاير من شرفة شقة شاهقة الارتفاع.

وتشير التقارير إلى أن الأمطار هطلت على دبي بمعدل يقترب من ست بوصات (15.2 سم) خلال 24 ساعة، ما يعادل نحو عام ونصف من متوسط ​​هطول الأمطار السنوي في الإمارة، أي أن ما حدث كان أكثر من ضعف كمية الأمطار المتوقعة.

لكن ما الذي أدى إلى غزارة الأمطار؟ تعتقد “بلومبرغ نيوز” أن هناك علاقة بين هطول الأمطار وجهود الإمارات في تلقيح السّحب، والتي بدأت في 2002 كمحاولة لمعالجة قضايا الأمن المائي. ولزيادة منسوب الأمطار، تُحفّز السّحب عبر حقنها بجزيئات الملح أثناء الطقس الدافئ، بهدف تشكيل قطرات أكبر تؤدي في النهاية إلى هطول الأمطار.

ويمكن أن يعزز تلقيح السّحب مستوى الرطوبة الموجودة بالفعل في السماء، لكن لا يمكنه تحفيز المطر من العدم.

وقالت فريدريكه أوتو، عالمة المناخ وكبيرة المحاضرين في معهد جرانثام لبحوث تغير المناخ والبيئة التابع لكلية إمبريال كوليدج لندن، إنه “عندما نتحدث عن غزارة الأمطار، نحتاج للحديث عن تغير المناخ”.

ووجدت دراسة، نُشرت في دورية الجيوفيزياء (Review of Geophysics) خلال 2022، أن انبعاثات الغازات الدفيئة لا تؤدي إلى موجات حرّ أكثر شدة وجفافا في المنطقة فحسب، بل أيضا إلى هطول أمطار غزيرة أقوى، حيث يُتوقع أن تشهد المناطق شبه القاحلة والقاحلة زيادة بنسبة 5% إلى 10% في شدة هطول الأمطار التي تحدث مرة كل 30 عاما بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين إذا واصلت الانبعاثات بالارتفاع.

كذلك، أشارت دراسة، أجراها علماء في المركز الوطني للأرصاد الجوية ونُشرت العام الجاري، إلى أن الهطول السنوي للأمطار في الإمارات سيزداد بنسبة 30% في جميع أنحاء الدولة، مع تزايد وتيرة هطول الأمطار الغزيرة.

لذا، فمن المحتمل أن الدمار الكارثي الذي حدث ليس نتيجة تلقيح السّحب، بل ينبع من ابتكار بشريّ آخر، وهو تغير المناخ!

المصدر: بلومبرغ