ما الذي كشفته فيضانات دبي غير المسبوقة؟

Apr 22, 2024

كشفت الفيضانات التي تعرضت لها دبي، نتيجة الأمطار الغزيرة، نقاط الضعف التي تعاني منها المنطقة أمام التغير السريع في المناخ، كما سلّطت الضوء على برنامج تلقيح السّحب (الاستمطار)، وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.

وقال التقرير إن ما جرى لدبي تَرَك خبراء المناخ والمواطنين العاديين يتساءلون عما إذا كان ينبغي لواحدة من أكثر مدن العالم حرارة وجفافا أن تكون مستعدة بشكل أفضل لمواجهة العواصف الشديدة.

وعلى الرغم من أن خبراء الأرصاد الجوية علموا قبل أيام بتحرك العاصفة الكبيرة نحو الإمارات، وأصدرت السلطات تحذيرات تطلب من المواطنين البقاء في منازلهم، إلا أن دبي شُلّت تماما نتيجة واحدة من أسوأ موجات الأمطار منذ عقود، تسبّبت في غمر الشوارع والمنازل والطرق السريعة بالمياه.

وقال كريم الجندي، عضو مركز البيئة والمجتمع في مركز تشاتام هاوس، “لقد كان يُنظر تاريخيا إلى أنظمة إدارة مياه العواصف على أنها نفقات غير ضرورية بسبب قلة هطول الأمطار في الإمارات العربية المتحدة”، مضيفا “مع زيادة تقلبات هطول الأمطار في المنطقة وزيادة احتمالية وقوع مثل هذه الأحداث، تُصبح الحاجة الاقتصادية لمثل هذه الأنظمة أقوى”.

ويؤدي تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري إلى جعل الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الحرارة والأمطار، أكثر شدة وصعوبة في التنبؤ بها. ووفقا للتوقعات العلمية، من المرجح أن تشهد منطقة الشرق الأوسط ارتفاعا في درجات الحرارة وانخفاضا في إجمالي هطول الأمطار.

ولكن منطقة الخليج، ذات المناخ الصحراوي، ستشهد عواصف تحمل كميات أمطار غير مسبوقة، وفقا للباحثين، ما يُجبر الحكومات على ضرورة التفكير في إيجاد خطط للتكيّف مع مثل هذه الأحداث المناخية المدمّرة.

وقالت ليندا شي، الأستاذة المساعدة المتخصّصة في التكيّف مع المناخ بجامعة كورنيل في الولايات المتحدة، إن “من المرجح أن تكون هذه الأحداث غير منتظمة وغير متوقعة”.

وتعرّضت دولة الإمارات العربية المتحدة، الثلاثاء الماضي، لسقوط كميات كبيرة من الأمطار هي الأشدّ منذ عام 1949.

ويعزو العلماء والخبراء شدة العاصفة إلى كمية كبيرة من الرطوبة التي ترتفع في الغلاف الجوي من ارتفاع درجة حرارة البحار قبل أن تهطل على شكل أمطار على منطقة الجزيرة العربية.

وربما تكون ظاهرة النينو، وهي الظاهرة المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة البحار وتغير أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم، قد أثّرت على العاصفة، وفقا للتقرير.

كما يشير العديد من علماء المناخ إلى أنه لا يمكن استبعاد تغير المناخ كعامل، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث التفصيلي لتحديد تأثيره الدقيق.

وأوضحت هانا كلوك، أستاذة الهيدرولوجيا في جامعة ريدينغ البريطانية، “إذا هطلت هذه الكمية الكبيرة من الأمطار مرة واحدة، فحتى أنظمة الصرف المصمّمة بعناية ستواجه صعوبة في التعامل معها”.

وقال التقرير إن الفيضانات التي شهدتها دبي لفتت الانتباه أيضا إلى برنامج تلقيح السّحب في دولة الإمارات، إذ يرى أوروب جانغولي، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، إن “هناك حاجة لتحليل البيانات لتحديد الدور الذي لعبه برنامج حقن السّحاب في جعل الأمطار أكثر شدة”.

ولم تكن دبي، والإمارات العربية المتحدة بشكل عام، مستعدة لسقوط مثل هذه الكمية الكبيرة من المياه في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن، وسرعان ما أثبتت أنظمة الصرف أنها غير كافية لاستيعاب الفيضانات والأمطار الغزيرة، بعد أن غمرت المياه المرآب تحت الأرض بالكامل، وغرقت الشوارع والطرق السريعة والمنازل.

وأثّرت الطرق المقطوعة على الخدمات الأساسية، إذ لم تتمكن محلات السوبرماركت من القيام بعمليات إعادة التخزين، بينما كافح العديد من الموظفين للوصول إلى أماكن عملهم.

كذلك الأمر بالنسبة لمطار دبي الدولي، الذي يُعد أكثر المطارات ازدحاما بالمسافرين في العالم، فقد شهد نقصا حادّا في عدد الموظفين في ظلّ استمرار إلغاء الكثير من الرحلات وتأخيرها.

المصدر: بلومبيرغ