بعد فيضانات الإمارات وعُمان… تحذير من ظواهر مناخية أكثر حدّة ستضرب المنطقة!

Apr 21, 2024

أسدلت دول خليجية عدّة الستار على منخفض “المطير” الجوي الذي شكّل حدثا استثنائيا في تاريخ المنطقة المناخي، إذ لم تشهد مثيلا له منذ نحو نصف قرن، وخلّف خسائر وأضرارا بشرية ومادية كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية. وبينما أعلنت كلّ من سلطنة عُمان، والإمارات، والبحرين، انحسار الظروف المناخية وانتهاء المنخفض الجوي، بدأت هذه الدول بفتح الطرق ومسح الأضرار في البنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة، وتقديم الدعم اللازم إلى جميع المتضرّرين.

يُذكر أن خبراء المناخ يؤكدون أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ الذي تسبّبه الأنشطة البشرية يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم، مثل العواصف والفيضانات التي اجتاحت الإمارات وسلطنة عُمان على مدار الأيام الماضية، وتسبّبت في أضرار جسيمة.

ويتوقع العلماء أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة وخطر الفيضانات في منطقة الجزيرة العربية، ويمكن أن تكون المشكلة أسوأ في دول تفتقر إلى بنية تحتية في الصرف الصحي للتعامل مع الأمطار الغزيرة.

وفي هذا الشأن، أعلن المركز الإقليمي للتغير المناخي في السعودية البدء بدراسة مناخية شاملة للمنخفض الجوي الذي أثّر في دول مجلس التعاون الخليجي، ومسبّباته، ومعدلات الأمطار الغزيرة الناجمة عنه. وأوضح في بيان، أنه “سيدرس أيضا دور التغير المناخي بالتنسيق مع الدول المتأثّرة”.

ويتعامل المركز التابع للمركز الوطني السعودي للأرصاد مع التحديات المتنامية التي تُواجهها الجزيرة العربية على مستوى التغير المناخي، ويُسهم في تطوير المعلومات لتوفير دراسات مناخية على الصّعد الوطنية والإقليمية والعالمية.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم المركز، حسين القحطاني، أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها مدن سعودية وخليجية عدّة أعلى من المعدلات المعتادة، ما يتطلّب مزيدا من البحوث لدراسة هذه الحالة، مشيرا إلى إعلان المركز رصد عدد من المؤشرات التي تُرجّح تغيرات مناخية واضحة في المنطقة.

وأكد القحطاني أن مؤشرات التغير المناخي بدت واضحة في مدن سعودية عدّة، مثل النّماص التي شهدت هذا العام تساقط البَرَد بكميات أعلى من المعتاد، إضافة إلى مدن أخرى شهدت الحالة عينها في العام الماضي، مثل الطائف، وبريدة، وخميس مشيط، مشيرا إلى إعلان المركز مؤخرا اقتراب منطقة جازان من المناخ الاستوائي جرّاء تسجيلها أمطارا مستمرة طوال العام، و”هذه الحالة لم تُرصَد من قبل في المنطقة، ما يشير الى تأثير التغير المناخي عليها”.

وأضاف أن جميع الدراسات المناخية التي قدّمها المركز الوطني للأرصاد تشير إلى أن السعودية ستشهد ظواهر مناخية أكثر حدّة في السنوات المقبلة.

وأكّد الخبراء مرارا أن التغيرات المناخية تُؤثر بشكل كبير على الظواهر الجوية، وزيادة حدّة وتطرف المناخ بسبب الاحترار العالمي، وزيادة في متوسط درجات الحرارة الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري واستخدام الوقود الأحفوري والغازات الملوّثة.

وأوضحوا أن التغيرات المناخية باتت أمرا واقعا ومواجهته تحتاج لتمويل ضخم وقوانين مُلزمة، تستلزم تقليل الاحترار العالمي وقلّة استخدام الوقود الأحفوري والتركيز على استخدام الطاقة النظيفة، والحدّ من الانبعاثات، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية واستخدام منظومة الإنذار المبكر، وهي منظومة مهمة في مواجهة التغيرات المناخية لتقليل الخسائر والمخاطر.

المصدر: وكالات