فصول صيف قادمة أشد حرارة بفعل تغير المناخ

Apr 18, 2024

توصل فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة سون يات سين الصينية إلى أن تغير المناخ يدفع الموجات الحارة لتصبح أطول في المدة وأقوى في التأثير، ما سيؤثر بشكل سلبي في صحة البشر أجمعين.

وتُعرف الموجة الحارة بأنها ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة عن معدلاتها بفارق كبير مقارنة بالمعدلات الطبيعية، فمثلا، قد يكون معدل درجة الحرارة في مكان ما في شهر مارس هو 30 درجة مئوية، لكنه يرتفع ليصبح 38 درجة مئوية خلال فترة زمنية قد تكون أياما قليلة وقد تصل إلى أسابيع.

وعادة ما تقترن الموجات الحارة مع ارتفاع في نسبة الرطوبة الجوية، الأمر الذي يمكن أن يصيب البشر، وبخاصة ممن يعملون في وظائف تُعرضهم للشمس مثل رجال المرور وعمال البناء، بالإجهاد الحراري.

ويُعرف الإجهاد الحراري بأنه عدم قدرة الجسم على التكيّف مع الحرارة الشديدة، ما يتسبّب بمشكلات طبية تبدأ بالعطش والجفاف، وقد تتطور لتصل إلى صدمة حرارية تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان.

وللتوصل إلى تلك النتائج التي نشرها الفريق في دورية ساينس أدفانسز، قام الباحثون ببناء عمليات محاكاة حاسوبية أُدخلت فيها بيانات متوسط درجات الحرارة العالمية ومعدلات الموجات الحارة وحالات الضرر الصحي الناتجة عنها. وأظهرت نتائج المحاكاة ارتباطا قويا بين شدة وطول ومعدلات الموجات الحارة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة لتغير المناخ.

وبحسب الدراسة الجديدة، فقد تبين أنه منذ 1979 كانت حركة موجات الحرارة العالمية تتحرك بشكل أبطأ بمقدار الخُمس على الأقل مقارنة بما سبق تلك الفترة، ويعني ذلك أن أمد الموجة الحارة يطول.

وعلى سبيل المثال، فإنه خلال الفترة من عام 1979 إلى عام 1983 كان متوسط عدد الأيام في موجات الحرارة العالمية 8 أيام، ولكن هذا الرقم ارتفع خلال الفترة من 2016 إلى 2020 إلى 12 يوما. ويعني ذلك أن جموح الموجات الحارة سيمضي في تطوره خلال ما هو قادم من فصول الصيف.

وإلى جانب ما سبق، قدّر الباحثون أن أطول الموجات الحارة بين قارات العالم خلال الفترة الماضية كانت في قارتي آسيا وأوروبا، أما إفريقيا فكانت أعلى في تردد الموجات الحارة، بينما عانت أميركا الشمالية وأستراليا من أكبر ارتفاعات في درجات الحرارة بالنسبة للمساحة.

وتتفق نتائج الدراسة مع دراسة أخرى، توصل إليها فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا إيرفين في 2017، تربط بين الارتفاع السريع في متوسط درجات الحرارة بسبب التغير المناخي في الهند، كنموذج بحثي، خلال الفترة بين عامي 1960 و2009، وارتفاع تردد الموجات الحارة بها.

ووجدت الدراسة أن الموجات الحارة ارتفعت بمعدلات وصلت إلى 50% في جنوب وغرب البلاد، وبناء عليه ارتفعت احتمالات حدوث حالات الوفاة المرتبطة بالموجات الحارة لتصل إلى 146%.

وترى دراسة، نُشرت قبل عدة أعوام بدورية كومينيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت، وفيها فحص العلماء البيانات التاريخية لتطور درجات الحرارة وكمية الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي، أنه حتى إذا تمكنت دول العالم من إيقاف ارتفاع درجة الحرارة عند حدود درجتين مئويتين، فإن تجاوز الحد “الخطير” لحالات الإجهاد الحراري التي قد تكون قاتلة سيكون أكثر شيوعا بمقدار 3 إلى 10 أضعاف بحلول عام 2100 في دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية والصين واليابان، وستتضاعف هذه التوقعات في المناطق المدارية.

وبشكل عام، يُوصي الباحثون في هذا النطاق ببذل مزيد من الجهد في قضية التغير المناخي، فقد بات مؤكدا أن آثاره الضارة ستستمر بوتيرة متزايدة وبشكل سيؤثر بشدة على كل دول العالم.

المصدر: دورية ساينس أدفانسز