المجتمعات الميكروبية في مواجهة تغير المناخ وعدم الاستقرار الغذائي

Apr 15, 2024

يواجه العالم تحديات كبيرة مثل تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي. وتُعد التكنولوجيا الحيوية الميكروبية أداة قوية يمكن استخدامها لمواجهة هذه التحديات، إذ تمتلك تلك التكنولوجيا إمكانية كبيرة في مواجهة تغير المناخ وعدم الاستقرار الغذائي.

وتقدم دراسة جديدة، نُشرت في الدورية الأوروبية لعلم الأحياء والتكنولوجيا الحيوية، نظرة عامة على الدور الذي تلعبه الكائنات الحيوية الدقيقة في مواجهة هذين التحديين. وتشير الدراسة إلى قدرة الكائنات الحيوية الدقيقة على تخزين الكربون وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحسين خصوبة التربة، كما تستعرض الدراسة أيضا التكنولوجيات الميكروبية المبتكرة، مثل الأسمدة الحيوية والمبيدات الحيوية، ودورها في ثورة الزراعة وضمان الأمن الغذائي العالمي.

وأوضحت الدراسة أن الكائنات الحيوية الدقيقة تلعب دورا حاسما في إنتاج الغذاء المستدام وتحقيق الاستدامة البيئية ومعالجة تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي، وتشرح كيف يمكن استخدام الكائنات الحية الدقيقة لتحسين الإنتاج الزراعي، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتطوير مصادر طاقة جديدة.

كما تتعمق الدراسة في التفاعل المعقد بين المجتمعات الميكروبية والتحدي المزدوج المتمثل في الأزمة البيئية والأمن الغذائي. وبحسب الدراسة، تعمل الكائنات الحية الدقيقة المنتشرة في كل مكان -من البكتيريا إلى الفطريات والعتائق- على تشكيل النظم البيئية لكوكبنا، وتلعب دورا حاسما في صحة التربة، ودورة المغذيات، والتفاعلات بين الميكروبات النباتية.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، حنان ملكاوي، إن الدراسة تقوم بتشريح الموائل الميكروبية المتنوعة، وتسلط الضوء على قدرتها الرائعة على التكيف مع بيئات متنوعة، والتأثيرات المتبادلة للتغيرات البيئية التي يسبّبها الإنسان في الميكروبات وموائلها.

وتؤكد الدراسة العلاقة التكافلية بين الميكروبات والإنتاج الغذائي المستدام، إذ يمكن للتكنولوجيات الميكروبية أن تُكيّف الزراعة مع الظروف المناخية المتغيرة، وتعالج ندرة المياه، وتعزز الاحتفاظ برطوبة التربة، إضافة إلى قدرتها على تعزيز الإنتاجية في كل من الزراعة التقليدية والدقيقة في ظل ظروف مناخية متنوعة.

المصدر: الدورية الأوروبية لعلم الأحياء والتكنولوجيا الحيوية