تغير المناخ يتسبب بتناقص الطيور المهاجرة في سماء ألبانيا

Apr 14, 2024

تشكّل بحيرة فاين في ألبانيا، بطبيعتها البرية وتنوعها الحيوي، محطة أساسية للطيور المهاجرة، لكنها لم تعد في الآونة الأخيرة تجتذب الأسراب التي درجت على عبور سماء الدولة البلقانية، بفعل ارتفاع الحرارة.

وتقع ألبانيا على إحدى طرق الهجرة الرئيسية بين أوروبا وإفريقيا، ومع أن هذه الرحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر، لا تتوانى الطيور عن القيام بها نظرا إلى كونها ضرورية لبقائها على قيد الحياة.

وتطل بحيرة فاين على البحر الأدرياتيكي، وتمتد على أكثر من 3 آلاف هكتار، وتحتضن 196 نوعا من الطيور المهاجرة التي تتنقل كل سنة سعيا إلى الشمس والغذاء.

ومن بين الأسراب التي درجت على اتخاذ البحيرة الألبانية محطة أساسية في طريق هجرتها، طيور الفلامنجو البديعة ذات الريش الوردي اللامع، وطيور النورس السوداء الرؤوس، وطيور البلشون، وطيور الماء، والبط البري.

لكن أعداد الطيور التي تجتذبها البحيرة آخذة في التناقص سنة بعد سنة، إذ تراجعت بنسبة 40% على الأقل، وفق آخر إحصاء أُجري في يناير الماضي. فمنذ سنوات، لم يعد البط البري مثلا يتردد على فاين.

وقال كريشنيك توني، أحد المسؤولين عن المناطق المحمية في ليجه، إن “ثمّة أسبابا كثيرة، لكن الأهم ظاهرة الاحترار المناخي التي أحدثت اضطرابا في وتيرة الهجرة ومواسم التكاثر”.

وبدوره، قال نيكول لوتساي، الذي يمارس الصيد في البحيرة منذ 35 عاما، إن “ارتفاع حرارة الماء ومنسوب مياه البحر وعوامل أخرى أدّت إلى انخفاض مخزون الأسماك التي تُعد مصدرا غذائيا للطيور”.

فثعابين البحر مثلاً التي كانت متوافرة بكثرة، وهي فريسة جيدة للطيور، انخفض عددها بنسبة 80%. وكذلك ذئاب البحر والبوري الأحمر، حلّ مكانها سرطان البحر الأزرق الآتي من غرب المحيط الأطلسي، ويشكل خطرا فعليا على التنوع الحيوي في هذه المنطقة.

وأوضح لوتساي أن “سرطان البحر الأزرق يهاجم الطيور، وهو نوع عدواني جدا حتى تجاه طيور الفلامنجو”.

كما حذّر ميريان توبي، مؤلف أول دليل للطيور في ألبانيا، من أن “تلوّث موائل الطيور وتدهورها وحتى تدميرها، بسبب الأنشطة البشرية، يشكل أيضا خطرا كبيرا جدا”.

وانخفضت أعداد النسور المصرية وحدها في أوروبا بنسبة 50% منذ سبعينيات القرن العشرين. وفي البلقان تراجعت بنسبة 80% على مدى السنوات الثلاثين الماضية.

وفي ألبانيا، لم يتبق سوى 5 أزواج. وللحفاظ عليها، بادرت جمعيات علم الطيور في ألبانيا واليونان إلى بناء مواقع آمنة تهدف إلى تجنيبها المخاطر أثناء التكاثر.

وأكّد الخبراء الألبان بأن أي بلد لا يستطيع أن يخوض المعركة بمفرده، فالتغير المناخي والمخاطر التي تواجهها الطيور المهاجرة أثناء رحلاتها مشكلة عالمية، مشدّدين على أن الجهد الدولي المشترك هو السبيل الوحيد لضمان بقائها على قيد الحياة.

المصدر: أ ف ب