تحذيرات من كارثة ارتفاع درجات الحرارة في القطب الجنوبي

Apr 08, 2024

وثّق العلماء بمحطة كونكورديا للأبحاث أكبر قفزة في درجات الحرارة بالقطب الجنوبي، وذلك في مارس 2022، محذّرين من تداعياته الخطيرة على مستوى العالم.

وخلال الأسبوع الثالث من مارس 2022، سجّلت محطة كونكورديا درجات حرارة غير مسبوقة وصلت إلى 40 درجة مئوية فوق معدلها الشهري.

وقال عالم الجليد بجامعة إكستر، مارتن سيغيرت، “لم يعتقد أحد أن أمرا كهذا يمكن أن يحدث أبدا. هذا حدث استثنائي مثير للقلق”.

وسلّطت ورقة بحثية، نُشرت في مجلة المناخ، الضوء على مخاطر ارتفاع درجات الحرارة القياسية في القطب الجنوبي، الذي يعتبر أبرد منطقة في العالم.

وقاد فريق العلماء في تلك الأبحاث، ويل هوبز، من جامعة تسمانيا، إذ عملت المجموعة على دراسة التغيرات الأخيرة في الغطاء الجليدي البحري في القارة القطبية الجنوبية، وخلصت إلى أن هناك “تحولا محوريا ومفاجئا” في مناخ القارة، ربما يكون له تداعيات على النظم البيئية في القطب الجنوبي ونظام المناخ العالمي.

وقال هوبز “الانخفاض الشديد في نسبة الجليد في القطب الجنوبي، دفع الباحثين إلى الحديث عن تحوّل في نظام المحيط الجنوبي، ووجدنا أدلة عديدة تدعم التحوّل إلى حالة جليد بحري جديدة”.

وقد حذّر باحثون من أن عواقب ذلك قد تكون “مدمرة” حال ذوبان الجليد بشكل كامل في القارة القطبية الجنوبية، ما يرفع مستويات سطح البحر في جميع أنحاء العالم بنحو 60 مترا، وهو ما يعني أن المياه ستغمر الجزر والمناطق الساحلية التي يعيش فيها حاليا عدد كبير من سكان العالم.

وينتشر الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية على نحو 14 مليون كيلومتر مربع، أي حوالي مساحة الولايات المتحدة والمكسيك مجتمعتين، ويحتوي على 30 مليون كيلو متر مكعب من الجليد.

وأشار العلماء إلى أن هذا الحجم من الغطاء الجليدي الذي يخفي سلسلة جبال يصل ارتفاعها إلى ما يعادل ارتفاع جبال الألب تقريبا، سيجعل الذوبان الكامل يستغرق وقتا طويلا.

لكن العلماء حذّروا أيضا من أن هناك خطرا حقيقيا من بعض الارتفاعات في مستوى سطح البحر في العقود القليلة المقبلة، مع استمرار تقلص الأنهار والغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه قبل الموجة الحارة في مارس 2022، انفصل جرف كونغر الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية، وهو منصة عائمة بحجم روما أو مدينة نيويورك، عن القارة في 15 مارس 2022.

كما حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أنه نتيجة لذوبان الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية، فقد زاد معدل ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي منذ بدء قياسات مقياس الارتفاع بالأقمار الاطصناعية عام 1993، ووصل إلى مستوى قياسي جديد في عام 2021.

ويصل سُمك الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي إلى 4.8 كيلومترات، ويحتوي على 90% من المياه العذبة في العالم، وهو ما يكفي لرفع مستوى سطح البحر بنحو 60 مترا في حال ذوبانه.

المصدر: الغارديان