التغير المناخي وندرة الموارد المائية

Apr 07, 2024

لم يعد الحديث عن التغير المناخي ترفا بعدما بات تأثيره ملموسا على حياة الناس في المجتمعات المتباينة والبيئات المختلفة، بل أضحى الناس أكثر ارتباطا عما كانوا عليه في السابق بقضايا التغير المناخي والبيئة.

يحدث التغير المناخي والذي يسود لفترات طويلة نتيجة عوامل مختلفة، منها ما هو من صنع الإنسان، مثل انبعاثات الغازات التي تُسبّب تغيّرات خطيرة على المناخ.

ومثلما يؤثر تغير المناخ على مجمل الحياة على الكوكب، يؤثر على العنصر الأهم فيه وهو المياه، ويظهر ذلك الأثر في ندرة المياة أو حدوث الفيضانات الكارثية، فمثلما تعاني مجتمعات من شحّ المياه الناتج عن تغير المناخ، تعاني مجتمعات أخرى في المقابل من الفيضانات وموجات تسونامي المدمرة.

ويُسبّب تغير المناخ ندرة في المياه بفعل الاحتباس الحراري، إذ يؤثر في معدّل هطول الأمطار في فصل الشتاء، وانخفاض نِسب تساقط الثلوج، والتي يذوب معظمها سريعا في غير الوقت المحدد، ما يؤدي إلى الجفاف.

كما يُسبّب اختلالا في نِسب هطول الأمطار، فتزداد في مناطق وتقل في مناطق أخرى، ما يؤدي إلى حدوث الفيضانات المدمرة ببعض المناطق، والجفاف القاتل في البعض الآخر.

ويهدد التغير المناخي الموارد المائية بزيادة التبخر الذي تسبّبه درجات الحرارة المرتفعة، ما يضع مجتمعات محلية بكاملها تحت تأثير العطش، وهو من الأمور التي تُهدّد الاستقرار والسلام الاجتماعي والنشاطات الزراعية.

كما يعمل التغير المناخي على تجريد فصل الربيع من أهم خصائصه، وهي وفرة المياه الجارية، حيث تعمل درجات الحرارة العالية على زيادة نِسب الأمطار على حساب تساقط الثلوج التي تعتبر مخازن للمياه، وعلى الرغم من فقر تساقط الثلوج في ظل تغير المناخ، إلا أن كثافة الأمطار تلاحقها بالتذويب، ما يُصيب الربيع بندرة المياه التي عُرف بتوافرها.

إضافة إلى ذلك، قد تؤدي الزيادة في هطول الأمطار بمنطقة ما إلى تَعرية السطح، ما يحمل الرواسب والمواد الضارة إلى المخزون الجوفي من المياه، الأمر الذي يُؤدي لتلوّثها.

ختاما، إن الحياة يحكمها قانون التوازن والتوسّط، فما زاد شيء عن حده إلا وأَنتج مشكلة أَعيَت العقول ببحث علاجها. وقضايا التغير المناخي تضع كل البشرية أمام خيارين، إما أن يموت الكوكب بأيدي البشر، أو أن يعود مزدهرا بكل أشكال الحياة.

بقلم: محمد الباشا – الراهن الإخبارية