لماذا تشهد الأرض زيادة مستمرة في درجات الحرارة؟

Mar 30, 2024

تتسبّب الأنشطة البشرية في ارتفاع متزايد في درجة الاحترار العالمي، ومن بين العواقب المترتبة على ذلك: موجات الحرّ الأكثر شدّة وارتفاع مستويات سطح البحر. ومن المرجح أن تتفاقم الأمور في العقود المقبلة، فيما يقول العلماء إن اتخاذ إجراءات فورية قد تقلل من تأثيرات التغير المناخي السلبية بشكل كبير.

وكان العالم خلال العقد الماضي أكثر دفئا بنحو 1.2 درجة مئوية في المتوسط عما كان عليه في أواخر القرن التاسع عشر. ولكن أصبح من المؤكد أن ظاهرة الاحتباس الحراري تجاوزت 1.5 درجة مئوية خلال فترة ما بين فبراير 2023 وفبراير 2024، ويأتي ذلك بعد إعلان 2023 العام الأعلى حرارة في التاريخ.

وتأتي الزيادة في درجات الحرارة بسبب تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، وعززتها ظاهرة النينيو، وهي ظاهرة مناخية واسعة النطاق تنطوي على تقلب درجات حرارة المحيطات في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب التغيرات التي تطرأ على الغلاف الجوي العلوي.

وتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن هذا التغيّر نتج عن النشاط البشري، وبشكل رئيسي بسبب الاستخدام الكبير للوقود الأحفوري، الفحم والنفط والغاز، في المنازل والمصانع ووسائل النقل.

وعندما يحترق الوقود الأحفوري فإنه يطلق الغازات الدفيئة، معظمها ثاني أكسيد الكربون (CO2)، ما يحبس طاقة إضافية في الغلاف الجوي بالقرب من سطح الأرض، والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع حرارة الكوكب. ومنذ بداية الثورة الصناعية، عندما بدأ البشر في حرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري، ارتفعت كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 50%.

وكانت الدعوة للحدّ من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية تهدف جزئيا إلى تجنب الوصول إلى ما يسمى بـ”نقاط التحول”، ولكن بعد تجاوز هذه العتبات، فإن التغييرات يمكن أن تتسارع وتصبح غير قابلة للمعالجة، وستؤثر على نحو 3.3 إلى 3.6 مليار شخص حول العالم، وفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

المصدر: بي بي سي عربي