زراعة الأشجار في الأماكن الخطأ تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري

Mar 29, 2024

قد تؤدي زراعة الأشجار، التي تشكل وسيلة تقليدية لمكافحة الاحتباس الحراري، إلى نتائج عكسية في حال تسبّبت في تحويل المناطق المضيئة التي تعكس أشعة الشمس إلى غابة مظلمة تمتص تلك الأشعة، حسب ما ذكرت دراسة حديثة.

ومن خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون، تؤدي الأشجار دورا حيويا في امتصاص الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية والمسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

ولكن إعادة التشجير تؤدي أيضا إلى خفض الوضاءة، وهي قدرة السطح على عكس أشعة الشمس، والتي تصل إلى الحد الأقصى على الأراضي المغطاة بالثلوج، وإلى الحد الأدنى على المسطحات المائية أو الغابات.

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة نيتشر كوميونيكيشن، أن مشاريع إعادة التشجير التي لا تتضمن احتساب الوضاءة في المعادلة تبالغ في تقدير التأثير المفيد للأشجار الإضافية المزروعة على المناخ بنسبة 20% إلى 80%.

وقالت الباحثة المشاركة في إعداد الدراسة، سوزان باتون، إن “إعادة التشجير في بعض الأماكن تؤدي إلى نتائج سلبية واضحة على المناخ”.

وفي وقت تعهّدت دول كثيرة زرع مليارات الأشجار، يُفترض أن تساعد الخرائط، التي وفّرتها الدراسة، المسؤولين على تحديد أفضل الأماكن لإعادة التشجير وتسجيل أفضل النتائج في ما يخص الحد من الاحتباس الحراري.

كما تتيح البيئات الرطبة والاستوائية على غرار حوض الأمازون والكونغو تخزين نسبة عالية من الكربون مع انخفاضات طفيفة في الوضاءة، ما يجعلها أماكن مثالية لاستعادة الغطاء الحرجي. وعلى عكس ذلك، يؤدي تشجير المروج وسهول السافانا المعتدلة إلى نتائج عكسية، بحسب باتون.

وقالت الباحثة “لا يمكن زراعة الأشجار في كل مكان. لا نملك ما يكفي من الأموال والوقت والموارد والأشخاص والبذور. لذا يكمن الهدف في تحقيق أقصى استفادة من الاستثمارات المحدودة والحصول على أفضل عائد مناخي لكل هكتار من الاستثمار”.

المصدر: مجلة نيتشر كوميونيكيشن