الذكاء الاصطناعي يكشف أسباب إزالة الغابات في إفريقيا

Mar 26, 2024

الغابات هي رئة الأرض ومستودع غاز ثاني أكسيد الكربون، وملاذ العديد من الكائنات الحية. وتمثل الغابات الإفريقية 14% من مساحة الغابات حول العالم، ومؤخرا أخذت مساحاتها تتقلص بسبب الجشع الرأسمالي والاستغلال الاقتصادي لتلك الغابات.

وللأسف، لم تتوفر بيانات عن المشروعات الاقتصادية التي أقيمت على الغابات المُزالة، إلى أن توصل باحثون من جامعة فاجينينجن بهولندا إلى بيانات دقيقة نشروها في دورية “ساينتفيك ريبورتس”.

وعلى الرغم من توفر بعض الإحصاءات الوطنية والإقليمية التي تُوثّق توجّها نحو تقليص مساحة الغابات، فإنها افتقرت إلى الدقة الزمانية والمكانية ولم تشمل سوى الغابات الجافة، إلى أن تمكن الباحثون من وضع أول خريطة تصل دقتها إلى خمسة أمتار تغطي مناطق شاسعة في إفريقيا (دول غرب ووسط وشرق وجنوب إفريقيا)، وتُظهر تقلص الغابات في إفريقيا بنسبة 64% منذ عام 2001 إلى عام 2020، كما توضح استخدامات الأراضي بعد إزالة كل من الغابات الرطبة والجافة.

واعتمد الباحثون على صور الأقمار الصناعية عالية الدقة التي قدمتها المبادرة الدولية للمناخ والغابات النرويجية “إن آي سي في آي”، وبمساعدة أساليب التعلم العميق (أحد تقنيات الذكاء الاصطناعي)، تمكنوا من تحليل تلك البيانات بناء على المعلومات المتوفرة محليا عن 15 استخداما مختلفا للغابات المُزالة من 30 دولة، منها زراعة المحاصيل الاقتصادية مثل البن والقهوة والكاجو والمطاط وزيت النخيل، وإقامة مراعٍ للأبقار والأغنام، وفي صناعة التعدين.

وأوضح الباحثون أن ثمة عوامل أثّرت في دقة النتائج، مثل السُحب وتغيرات الطقس. ولكن من ناحية أخرى، فإنها تُساهم بفاعلية في تحليل تأثير الأنشطة الاقتصادية على البيئة، ومساعدة السياسيين ودعاة الحفاظ على البيئة والعلماء في متابعة التطورات المختلفة التي تمر بها الأرض في إفريقيا بعد إزالة الغابات.

ومن شأن ذلك أن يوفر مزيدا من الدعم للحكومات ووكالات حماية البيئة في إفريقيا لتنفيذ تدابير الحد من إزالة الغابات لصالح التوسع في زراعة السلع الاقتصادية.

كما أن معرفة الدوافع وراء إزالة الغابات في إفريقيا وتحديد نطاقها الزمني والمكاني يُعد أمرا بالغ الأهمية لتخفيف حدة انبعاثات الغازات الدفيئة والآثار السلبية على النظام البيئي والبيولوجي للغابات.

المصدر: الجزيرة