اضطرابات سلاسل التوريد تُفاقم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ

Mar 22, 2024

سيؤدي تأثير تغير المناخ في سلاسل التوريد الدولية إلى ركود الاقتصادات على مدى العقود الأربعة المقبلة، وذلك وفقا لدراسة جديدة نٌشرت في مجلة ناتشر. ويعتقد معدو الدراسة أن الاقتصادات التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع، مثل الصين والولايات المتحدة، هي الأكثر تضررا من اضطراب سلسلة التوريد الناجم عن التأثيرات المناخية التي تحدث على بعد آلاف الأميال.

ووفقا للدراسة، ستؤدي هذه الاضطرابات غير المحددة سابقا في سلاسل التوريد إلى زيادة تفاقم الخسائر الاقتصادية المتوقعة بسبب تغير المناخ، ما يؤدي إلى خسارة اقتصادية صافية متوقعة تتراوح بين 3.75 و24.7 تريليون دولار في الفترة الممتدة بين 2020 و2060، اعتمادا على كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة.

وتُعد الدراسة الجديدة هي الأولى التي ترسم صورة واضحة للخسائر الاقتصادية غير المباشرة الناجمة عن تغير المناخ على سلاسل التوريد العالمية في المناطق التي ستكون أقل تأثرا بدرجات الحرارة المرتفعة المتوقعة. وتُظهر الدراسة أن الخسائر في الناتج المحلي الإجمالي العالمي نتيجة لهذه التكاليف غير المباشرة ستتزايد بشكل كبير خلال العقود المقبلة.

وقال الباحث المشارك في الدراسة، داوبينغ وانغ، المحاضر في المخاطر البيئية بقسم الجغرافيا في جامعة كينغز كوليدج لندن، إن الطريقة التي تظهر بها التكاليف المرتبطة بالإجهاد الحراري توضح مدى انتشار التأثيرات الواسعة والمتنوعة الناجمة عن الإجهاد الحراري من خلال سلاسل التوريد العالمية، ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية لدولة أو قطاع قد لا تكون واضحة على الفور.

وأوضح وانغ أن الدراسة اهتمت بتتبع التأثيرات المناخية المباشرة مثل التكاليف الصحية للأشخاص الذين يعانون من التعرض للإجهاد الحراري، بما في ذلك الوفيات الناجمة عن موجات الحر، والتوقف عن العمل عندما يكون الجو شديد الحرارة، فضلا عن الاضطرابات الاقتصادية غير المباشرة المتتالية عبر سلاسل التوريد.

ووفقا للدراسة، فإنه مع تزايد ترابط الاقتصاد العالمي، فإن الاضطرابات في جزء من العالم ستكون لها تأثيرات غير متوقعة في أماكن أخرى من العالم، وأحيانا بطرق غير متوقعة، كما سيؤثر فشل المحاصيل وتباطؤ العمالة وغير ذلك من الاضطرابات الاقتصادية في منطقة ما على إمدادات المواد الخام التي تتدفق إلى أجزاء أخرى من العالم تعتمد عليها، ما يؤدي إلى تعطيل التصنيع والتجارة في المناطق البعيدة.

وقال وانغ إنه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض سيصبح الوضع الاقتصادي أسوأ، وذلك مع تفاقم الأضرار والخسائر الاقتصادية بشكل كبير كلما زادت سخونة الكوكب، مضيفا “في بعض الأحيان تحدث التأثيرات السلبية للحرارة الشديدة على سلاسل التوريد العالمية بهدوء، حتى إنها تفلت من ملاحظتنا تماما. ويتتبع نموذجنا المطوّر لبصمة الكوارث هذه التأثيرات ويمثلها بصريا، ما يؤكد ضرورة بذل جهود تعاونية عالمية للتكيف مع الحرارة الشديدة”.

كما أشار الباحث إلى أن اقتصادات البلدان النامية الصغيرة والمتوسطة الحجم في جنوب وسط إفريقيا ستعاني بشكل غير متناسب من زيادة الوفيات الناجمة عن موجات الحر، وستكون خسائر إنتاجية العمل محسوسة بشكل أكثر حدة في غرب إفريقيا وجنوب شرق آسيا، وستكون بلدان مثل بروناي أكثر عرضة للخسائر غير المباشرة.

المصدر: مجلة ناتشر