تعويضات الكربون… هل تُسهم في مكافحة التغير المناخي؟

Mar 22, 2024

يزداد الطلب على تعويضات الكربون مع سعي الكثير من الشركات لتحقيق الحياد الكربوني، أي التوازن بين الكربون المنبعث في الغلاف الجوي والكربون المُزال منه.

وتعتزم أكثر من ثلثي دول العالم استخدام أسواق الكربون للوفاء بمساهماتها في مكافحة تغير المناخ ضمن إطار اتفاقية باريس، بحسب البنك الدولي. فما هي تعويضات الكربون؟

تلجأ الدول أو الشركات عادة إلى شراء أرصدة الكربون التي تمنحها الحق في إطلاق كميات إضافية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو الغازات الدفيئة الأخرى من المشروعات التي لديها كميات أقل من الانبعاثات.

وكانت شركات النفط والغاز، وشركات التكنولوجيا مثل آبل وغوغل، وشركات الطيران، من بين المشترين الأوائل لأرصدة الكربون.

وتكتسب الدول، التي تنجح في خفض انبعاثاتها، أرصدة كربونية تستطيع بيعها للدول التي تتجاوز مستهدفاتها من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو الغازات الدفيئة، على أن توجّه تلك الأموال إلى الاستثمارات الخضراء، مثل بناء مشروعات جديدة للطاقة النظيفة أو تحلية المياه أو زراعة الأشجار.

ويعادل رصيد الكربون الواحد القابل للتداول طنا واحدا من ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من الغازات الدفيئة التي تم تخفيضها أو عزلها أو تجنبها، وبمجرد بيعه لا يمكن تداوله مرة أخرى.

ويمكن شراء أرصدة الكربون الناتجة عن نوعين من المشروعات:

أولا، المشروعات التي تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة المنبعثة في الغلاف الجوي، مثل مشروعات الطاقة المتجددة والطهي النظيف.

ثانيا، مشروعات احتجاز الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه، مثل زراعة الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون، أو غيرها من المشروعات التي تُساهم في احتجاز الكربون.

ويتأثر سعر أرصدة الكربون بمجموعة من العوامل، من بينها نوع المشروع، إذ يزداد الطلب على تعويضات مشروعات خفض الانبعاثات أكثر من مشروعات تخزين الكربون وإزالته، كما يتأثر بحجم المعروض من التعويضات الكربونية في وقت واحد، ومدى مساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتنقسم أسواق الكربون إلى نوعين، أولهما، أسواق منظمة والتي تؤسس نتيجة لأي سياسة أو متطلبات تنظيمية وطنية أو إقليمية أو دولية، وثانيهما، أسواق الكربون الطوعية والتي تهدف إلى إصدار وشراء وبيع أرصدة الكربون على أساس طوعي.

وتعمل السوق التطوعية بشكل مختلف، إذ تتمتع الشركات في هذه السوق بفرصة العمل مع الشركات والأفراد الذين لديهم وعي بيئي ويختارون تعويض انبعاثاتهم الكربونية بشكلٍ تطوعي وغير إلزامي.

كما تستطيع الشركات تعويض انبعاثات الكربون والغازات الدفيئة المنبعثة منها عن طريق الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أو التحول إلى مصادر الطاقة هذه بالإضافة إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة.

ويمكن للشركات أيضا الاستثمار في موضوعات التقاط الكربون من الغلاف الجوي واستخدامه لإنتاج الوقود الحيوي، ما يجعله مصدر وقود محايد للكربون.

المصدر: وكالات